نقدم في “مواطن” هذا الملف الخاص، بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير، المؤسسة التي تواصل مسيرتها الرائدة في الدفاع عن حرية التعبير والصحافة في العالم العربي. يأتي هذا العمل تجسيدًا لقيم مشتركة، تجمعنا في السعي نحو تحقيق مجتمع أكثر انفتاحًا؛ حيث تكون الكلمة الحرة أداة للتغيير الإيجابي، وحيث يُحتفى بالشجاعة الصحفية في مواجهة التحديات.
سعينا في هذا الملف إلى تسليط الضوء على الدور الريادي الذي تلعبه مؤسسة سمير قصير منذ تأسيسها؛ فقد أصبحت الجائزة التي تحمل اسم الصحفي والكاتب اللبناني الراحل سمير قصير، رمزًا للتميز الصحفي في العالم العربي.
تكرم هذه الجائزة سنويًا الصحفيين المبدعين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل كشف الحقائق ومساءلة السلطة، متجاوزين في ذلك الحواجز والضغوط التي تفرضها الأنظمة القمعية. في محاولة جادة لاستكشاف تأثير المؤسسة على المشهد الإعلامي العربي، وكيف أسهمت في خلق مساحة أوسع للحرية الصحفية. قمنا بتنظيم ندوة حوارية مميزة ضمت نخبة من الفائزين الأوائل في الفئات الثلاثة للجائزة، إلى جانب مدير المؤسسة الذي شاركنا رؤيته حول أهمية الجائزة في تحفيز الصحفيين على تقديم الأفضل، على الرغم من الظروف الصعبة التي تحيط بعملهم.
وتضمّن الملف حوارًا خاصًا مع مدير أيمن مهنا، المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير، ناقشنا فيه التحديات التي تواجه الصحفيين في المنطقة اليوم، والدور الذي تسعى المؤسسة للقيام به في المستقبل لتعزيز مكانة الصحافة الحرة والمستقلة، بالإضافة إلى ذلك ألقينا الضوء على الجهود التي تبذلها المؤسسة لدعم الصحفيين وتزويدهم بالأدوات اللازمة لمواجهة التحديات، والدفاع عن حريتهم في العمل والتعبير. وتتبعنا في قصة صحفية المواد الفائزة على جائزة سمير قصير لحرية الصحافة هذا العام، من خلال تناول كواليس هذه الأعمال، وربط أبرز تحديات العمل الصحفي بالدور الذي تقدمه الجائزة، وفقًا لرؤية الصحافيين الفائزين بالجوائز.
بالإضافة إلى ندوة بعنوان “حرية الصحافة.. بين خطوط حمراء وتحديات مميتة”، وتطرقت الندوة إلى عدة محاور، حول أبرز التحديات والمخاطر التي تواجه عمل الصحافة في الدول العربية. واستطرد أيمن مهنا في الإجابة عن كيفية دعم مؤسسة سمير قصير لحرية الصحافة ومواجهة التحديات الواقعة. بالإضافة إلى أهداف جائزة سمير قصير، وفلسفتها الخاصة. فيما تحدث الصحفيان هديل عرجة من سوريا، وأصيل سارية من اليمن، عن تجاربهما الخاصة والمعوقات التي واجهاها؛ سواء هما أو صحفيو بلدانهم، كما أوضح كل منهما طبيعة عمله الفائز بالجائزة، وكيف لهذه الجائزة أن تدعم مسيرته الصحفية، وتشكل فيها أثرًا.
كما شمل الملف عددًا من منشورات السوشيال ميديا، والتي تلقي الضوء على تاريخ المؤسسة والجائزة وحفل توزيع الجوائز والمواد الصحفية الحائزة عليها، وإسهامات الإعلامية اللبنانية الراحلة جيزيل خوري في تأسيس المؤسسة.
إننا في “مواطن”، نرى أن هذا الملف يشكل دعوة لكل المهتمين بالحرية وحقوق الإنسان، للتأمل في الأدوار التي يمكن أن نلعبها جميعًا في تعزيز حرية الصحافة، ودعم الصحفيين في معركتهم المستمرة من أجل الحقيقة. نأمل أن يكون هذا الملف مصدر إلهام للصحفيين، وصوتًا يساهم في تسليط الضوء على القضايا التي تهم مجتمعاتنا، ويحفز على المزيد من الجهود المشتركة المؤسساتية لحماية وتعزيز الصحافة الحرة في كل مكان.
*مقدمة ملف (القيم الحرة لا يمكن حجبها)