بالعادة عند سماع كلمة سجن، يتبادر لذهنك مجرمون خارجون عن العدالة، وشرطة، وسجان، وأبواب مُوصدة، ولكن في غزة اختلف الأمر، أصبح السجن ملجأ للعائلات بحثًا عن الأمان؛ فمن ضمن رحلة النزوح التي لا تهدأ ويعيشها الغزيون منذ ٧ من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحثًا عن الأمن، لجأوا لسجن “أصداء” هربًا من بطش الاحتلال ومجازره.
كل ذلك نتيجة طلبات الإخلاء المتكررة من جيش الاحتلال، مع انعدام فرص وجود فصول دراسية أو منازل أو حتى خيمة خالية؛ فأغلب مناطق قطاع غزة حولها العدوان المتكرر عليها إلى مناطق غير صالحة للسكن.
ووفق الأمم المتحدة؛ فقد وصل تقليص الاحتلال للمناطق الآمنة في غزة إلى ١١% فقط، من إجمالي مساحة قطاع غزة، ولذلك فإن هذه المساحة لا تكفي لعدد النازحين الذي وصل إلى مليون ٧٠٠ ألف نسمة.
سجن أصداء
هذا السجن تم إفراغه مع بداية الحرب؛ حيث أُطلق سراح جميع السجناء، ورغم تلقيه العديد من القذائف خلال العدوان الحالي، إلا أنه ما زال صامدًا مثل سكانه الذين لجؤوا له.
من بين من نزح لهذا السجن عائلة المناصرة من حي الشجاعية، التي نزحت لأكثر من خمس مرات ما بين رفح وخان يونس، لتنزح في آخر نزوح لها إلى غرفة بهذا السجن، ويقول إبراهيم، الابن الأكبر للعائلة في حديثه لـ “مواطن”: “هذه خامس مرة ننزح ولا نعرف هل هو النزوح الأخير أم لا”، معتبرًا أنه المشكلة الأساسية وهي، “تكرار تهديد الجيش للمناطق رغم أنه هو من يحدد هذه المناطق الآمنة، ويطلب منا التحرك إليها، لقد استنزفنا ماليًا وجسديًا ونفسيًا من هذا الأمر”.
وعن سبب لجوئهم للسجن قال: “نزحنا قبل هذا النزوح إلى لى بيت أقاربنا في منطقة البلد وسط مدينة خان يونس، رغم أنها كانت ضمن المنطقة الآمنة، إلا أنه طلب منا إخلاء المنطقة، ولا نملك تكلفة شراء خيمة أو شادر لبناء معرش لنا، لذلك توجهنا المنطقة أصداء وشاهدنا الناس يدخلون السجن؛ فتوجهنا معهم وأخذنا غرفة، حتى اقتربنا أخذوا غرفة بجانبنا”.
ورغم أن هناك جدرانًا تحميهم من أشعة الشمس ومن الحيوانات والحشرات والزواحف، وذلك ما يعاني منه من يسكن الخيام، إلا أن هذه الغرف وفق المناصرة، “تفتقر لدورات مياه مناسبة، ولا يصل لها المياه؛ ما يضطرنا إلى شراء المياه من أماكن خارج السجن، ونقلها لأماكن الغرف، إضافة لعدم توفر غاز لطهي الطعام، وبالتالي علينا توفير خشب وكرتون ونايلون من أماكن مختلفة من شوارع ومنازل مدمرة لإيقاد نار طهي الطعام في الممرات”، يتسبب هذا الأمر “في حدوث الاختناق لدينا جميعًا، وبشكل خاص الأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى الفوضى وبقايا الحطب والنار وما يتسبب به من اتساخ للمكان”.
وتخبرنا زوجة المناصرة أنها: لأول مرة بحياتي أشاهد فيها السجن وأتعرف على أقسامه وزنازينه، وكيف يعيش فيه المساجين، ولم نتخيل للحظة أن ندخله أنا وعائلتي بأي شكل من الأشكال ونعيش فيه؛ بل وصل الحال لأن نمارس فيه حياتنا بشكل كامل مع كل المنغصات التي تحدث عنها زوجي”.
زنزانة لكل عائلة
وتقبع في كل زنزانة عائلات نازحة بكاملها، وتتناهى إلى أسماعهم أصوات القصف والاستهدافات المتكررة من قبل جيش الاحتلال، وبشكل خاص خلال اجتياح منطقة القرارة ومدينة حمد، التي لا تبعد غير بضع كيلو مترات؛ في وقت يخشى فيه النازحون من انهيار السجن الذي تصدع جراء الغارات المتكررة.
وهذا ما أكدته زوجة المناصرة: “في كل اهتزاز بسبب القصف، تشعر بأن المكان على وشك الانهيار، صحيح أنه ما زال قائمًا، ولكنه تعرض للعديد من القذائف التي أثرت على أساساته، مع مياه المجاري التي تجري في كل الزنازين وتسببت في تصدع المبني”.
لأول مرة بحياتي أشاهد فيها السجن وأتعرف على أقسامه وزنازينه، وكيف يعيش فيه المساجين، ولم نتخيل للحظة أن ندخله أنا وعائلتي بأي شكل من الأشكال ونعيش فيه
وتشارك نهلة أبو مصطفى ( ٤٢ عامًا) خوف زوجة المناصرة، من “انهيار المبنى فوق رؤوسنا، مع حجم الانفجارات التي نسمعها ونشعر بها في آخر اجتياح للمنطقة؛ فما يحدث في منطقة “القرارة” ومدينة “حمد” شيء لا يصدق؛ فالقنابل التي تطلق حاليًا على هذه المناطق توقف القلب من شدتها”.
في حديث “أبو مصطفي” وهي تجلس على أسرّة المساجين لـ “مواطن” قالت: “كنت نازحة في منطقة أبو شكوش في مدينة رفح، وفجأه اجتاح الجيش المنطقة وخرجنا نجري دون أخذ الخيمة وأغراضنا، كل همنا كان أن ننقذ أرواح أطفالنا وأرواحنا، لذلك لم نجد مكانًا نجلس فيه ونلجأ إليه غير السجن؛ حيث كانت قريبتا تسكن فيه وهي من شجعتنا على السكن بعد توفير لنا غرفة”.
وتعيد التأكيد، “لم نجد بديلاً آخر غير سجن أصداء؛ فاضطررنا للاحتماء بداخله، رغم أنه مؤسسة حكومية، ويمكن بكل سهولة استهدافها، كذلك لم نستطع توفير خيمة لبنائها في مكان؛ فلا يوجد مكان يمكن لك البناء فيه، بسبب تكدس السكان في منطقة ضيقة جدًا بالقطاع”.
وتهمس “أبو مصطفي” قائلة: “أشعر بالخوف من المكان، صحيح أننا نكابر، ونعيش ونكمل حياتنا، ولكن ما باليد حيلة، نحن مضطرون”.
وتضيف: “لم يخطر ببالي أن تجبرنا ظروف الحرب والنزوح على الإقامة في سجن أنشئ لمعاقبة الخارجين عن القانون، ليعيش فيه أطفالنا؛ فهذا السجن للمجرمين، وليس لأطفالنا ولنا، أو الناس التي يجب أن تنعم بالحرية، هو سجن أنشئ لحبس المجرمين وتأهيلهم وإصلاحهم”، وفي نفس الوقت، “وجدنا هذا السجن جاهزًا لنأوي إليه، وهو غير معتمد من الصليب الأحمر ولا من حكومة ولا من الوكالة، ولا من أية جهة كانت؛ فلا يوجد مؤسسة تتخيل أن السجن يؤوي لاجئين”.
وتكرر بعد تنهيدة طويلة، وتقول: “فعليًا نحن مسجونون في سجن لا يوجد به ماء ولا كهرباء ولا أي شيء؛ فقط نشاهد الدمار ونشم رائحة المجاري طوال اليوم مع رائحة النار”.
لا خصوصية في الزنازين
وتعيش “أبو مصطفى” مع عائلتها المكونة من ٨ أفراد في زنزانة ضيقة في ظروف صعبة، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة، لا سيما أنه لا يوجد أي مصدر للدخل لديهم.
وتضيف: “داخل الزنزانة تنعدم الخصوصية، وبشكل خاص أنت تضطر لإقفال الباب عليك من الخارج، وهذا من أصعب المواقف التي تمر عليك يومًا عندما تمد يدك للخارج لفتح الباب أو غلقه، تشعر بالقهر وأنك فعلاً مسجون».
لذلك يضطر ذكور العائلة إلى النوم أمام الباب من الداخل أو الخارج لحمايتهم من الكلاب الضالة، ومن التعرض للسرقة؛ “فلا أمان ولا خصوصية ولا توفير مقومات الحياة والصمود، ولا غذاء، إننا فقط نموت قهرًا”.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواجه المواطنون معاناة النزوح؛ حيث يأمر جيش الاحتلال أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادًا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر النازحون في البداية إلى اللجوء لبيوت أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خيامًا في الشوارع والمدارس أو أماكن مثل السجون ومدن الألعاب؛ في ظل ظروف إنسانية صعبة وغياب الماء والأطعمة، وانتشار الأمراض، وضعف المنظومة الصحية والإغاثة.
ويشرف على اللاجئين في سجن أصداء الدكتور في جامعة الأقصى مصطفى القصاص، الذي يصف لنا السجن بقوله: “يوجد داخل السجن الذي أقيم على ٣٠ دونم، ما يقارب 1000 عائلة، كل أسرة تقريبًا في غرفة؛ حيث يوجد أربعة مبانٍ مقامة مع عدد من الممرات والزنازين، ومبني مختص في الإدارة، وكان تكلفة إنشائه بقيمة ١٨ مليون دولار”.
ورغم العدد الكبير المتواجد داخل السجن فإنه “لا يوجد أي دعم لهؤلاء اللاجئين، كما أن أغلبهم يعيش وضعًا اقتصاديًا سيئًا جدًا، وكان هذا هو السبب الرئيس للجوء لسجن أصداء؛ فهم غير قادرين على توفير مكان أو خيمة للسكن فيها”.
وأضاف في حديثه لـ “مواطن”: “إن العديد من اللاجئين داخل السجن يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة فقط، من خلال الهرب من مكان لمكان؛ في ظل ظروف غير إنسانية تفتقر للاحتياجات الأساسية” خاصة الغذاء والنظافة والكثير من الاحتياجات الأساسية”.
ودمر الجيش الإسرائيلي أو ألحق أضرارًا بأكثر من نصف المباني في غزة، ويواصل بشكل مطرد تقليص المساحات الآمنة أو الصالحة للعيش في جميع أنحاء القطاع المحاصر، وفي أول أيام الحرب أجبر الفلسطينيون على الخروج من منازلهم في شمال ووسط غزة باتجاه الجنوب، ومن ثم حاصرهم في أماكن ضيقة جدًا.
وهذا ما ذكره القصاص: “كل ساعة تقريبًا تصل عائلة تبحث عن مكان للجوء فيه، وتطلب منا أن ندبر لها مكانًا في إحدى الغرف، نحاول التحدث مع العائلات، وبصعوبة نجد لهم غرفًا”، هذا يعود إلى الأعداد الكبيرة التي تسكن السجن، رغم أن تأثيراته المستقبلية على نفسية ساكنيه ستكون سيئة جدًا”.
وتأكيدًا على قول “القصاص”، قالت الأخصائية النفسية والاجتماعية فداء عمر لـ “مواطن”: “أغلب سكان السجن لديهم إحباط شديد، ونفسية تعاني من مسمى السجن؛ فكيف بالعيش فيه؟! فهناك عدد لا يستوعب حتى الآن المكان الذي يعيش فيه، وحتى الأطفال يلعبون طوال النهار بلعبة السجان والحرامي، وهذه مشكلة حقيقية تضاف إلى المشاكل النفسية الكثيرة المتراكمة نتيجة القصف والاستهداف والشهداء”.
ودمر الجيش الإسرائيلي أو ألحق أضرارًا بأكثر من نصف المباني في غزة، ويواصل بشكل مطرد تقليص المساحات الآمنة أو الصالحة للعيش في جميع أنحاء القطاع المحاصر
ووفق “عمر” فإن الناس في غزة يفتقرون إلى الضروريات الأساسية، ومن بينها النوم الجيد والخصوصية والتحكم بدرجات الحرارة والظلام والهدوء، “وهذا ما يفقده الناس في كل أماكن النزوح؛ فلا هدوء ولا تحكم بأي أمر بالحياة، وأهم أمر فقدان الخصوصية؛ خاصة أننا مجتمع محافظ يحاول الحفاظ على خصوصية النساء وكبار السن، لذلك تعاني الأسر من توفير هذا الأمر إن كان في سجن أصداء، الذي يضطر الناس فيه لقفل الأبواب من الخارج أو في الخيام التي لا تحتوي أصلاً على أبواب في الأغلب”.
وعن خصوصية العيش في السجن تقول “عمر”: “إن السجن بالأساس يدمر الإنسان الطبيعي جسديًا وعقليًا؛ فكيف بمن اضطر للعيش فيه واعتباره مكانًا آمنًا، ستبقي تحتفظ ذاكرة من سكنوا هذا السجن بذكريات تعيسة تظل ماثلة أمامهم لسنوات، ولن تنزع بسهولة وخاصة لدى الأطفال ومن لديهم خوف من الشرطة والسجون”.
ومن خلال مقابلة “عمر” عددًا ممن لجؤوا إلى السجن؛ فقد “فقدوا القدرة على تناول وتذوق الطعام، وأصبحت لديهم حاسة الشم ضعيفة بسبب ضيق الزنزانات وطفح المجاري، كما أن الظلام له تأثير على حاسة البصر لديهم بسبب النوافذ والشبابيك الحديدية المثبتة على جميع النوافذ، ويتسبب هذا الأمر على المدى البعيد في تعتيم الخلايا البصرية”.
وتؤكد أن الذي يعيش داخل السجن حتى لو كان حرًا إلا أن “جميع حواسه تضمر باستثناء السمع، الذي يتطور بسبب الضوضاء في كل مكان، وهذا ما يحدث مع من لجأ للسكن في زنازين وعنابر سجن أصداء”، ويختصر الحديث بأن “العيش داخل فضاء السجن يؤثر على نفسية من يسكن فيه؛ إذ يؤدي إلى استثارة العديد من الاضطرابات النفسية لدى البالغين، وتنتقل إلى الأطفال؛ فالعديد من الأطفال يتم نعتهم بأنهم مساجين، وهذا يؤثر على نفسيتهم بشكل كبير، ويتسبب في تأخر النمو ووجود مشكلات نفسية مستقبلًا، عند خروجهم من أبواب السجن لشراء شيء أو تعبئة المياه وغيره”.
وتكمل: «كما أن هناك مشكلة أخرى تحدثنا عنها وهي انعدام الخصوصية، وهنا يجتهد الذكور بعدم النوم لحماية النساء والأطفال وكبار السن، واستعدادًا لأي طارئ يبقون أعينهم مستيقظة ليتمكنوا من الهروب في حالة الخطر، وهنا يصابون بمتلازمة الإجهاد، ويظهر على الشخص العديد من المشاكل مثل العصبية والرجفة والصداع والاكتئاب وغيرها من المشاكل النفسية، التي من الممكن أن تتحول لأمراض جسدية؛ مثل الضغط والسكر وزيادة نبضات القلب وغيرها مع الوقت، وقد تصل للإصابة بجلطات”.
العيش في سجن دون أمل في الخروج
فوق كل هذا يعيش سكان غزة في حالة إحباط شديد من عدم ورود أي مؤشرات عن الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار الاستهداف الجوي والقصف المدفعي، والتوغلات وأوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي.
فكل ما يرشح من معلومات حول جولة المفاوضات التي جرت في الدوحة بحضور الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين وإسرائيل، وتغيبت عنها حماس، تبين أنه لا اختراقات يمكن أن تفضي إلى اتفاق لوقف النار بالوقت الحالي.
وقالت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، 16 من يوليو إن التهجير القسري أجبر آلاف الفلسطينيين على مغادرة مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في حين أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء أوامر الإخلاء الإسرائيلية تلك، مشيرة إلى أنها تخلق أزمة إنسانية ضمن أزمة القطاع، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية لليوم الـ 273.
وأوضحت الأمم المتحدة -في منشور عبر حسابها على منصة إكس- أن التهجير القسري يدفع سكان غزة مجددًا إلى البحث عن الأمان، وأن آلاف الفلسطينيين غادروا خان يونس، وأقاموا ملاجئ مؤقتة بين الأنقاض وعلى الشاطئ.
وتُشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة أصبحوا الآن نازحين داخليًا.
وأرفقت الأمم المتحدة صورًا تظهر عائلات فلسطينية تنقل أمتعتها أثناء النزوح، وأخرى تنصب خيامًا على شاطئ البحر.
من جهته، قال كل من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ومفوض إدارة الأزمات يانيز لينارسيتش، إن التكتل الأوروبي قلق إزاء أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مدنيي خان يونس، وتأثير تلك الأوامر على 250 ألف شخص.
وأضاف البيان أن عمليات “الإخلاء القسري” الإسرائيلية تخلق أزمة داخل أزمة قطاع غزة، وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي، لافتًا إلى أن ذلك يهدد حياة المرضى والموظفين داخل المستشفى الأوروبي، أحد المستشفيات القليلة العاملة جنوبي القطاع.
وقال كل من بوريل ولينارسيتش إن “من المؤكد أن قرار الإخلاء هذا سيؤدي إلى تفاقم الاكتظاظ ويسبب نقصًا حادًا في المستشفيات المتبقية المكتظة بالفعل، في وقت يعد فيه الوصول إلى الرعاية الطبية الطارئة أمرًا بالغ الأهمية”.
وشدد البيان على عدم وجود مرافق لاستيعاب النازحين، وأن الشركاء في المجال الإنساني يكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الهائلة للنازحين الجدد، وذكّر البيان إسرائيل بمسؤوليتها ضمان قدرة النازحين على العودة إلى منازلهم أو مناطق إقامتهم المعتادة بمجرد انتهاء “الأعمال العدائية”.
وفي نفس السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن نحو ربع مليون شخص هُجّروا مرة أخرى بعد “أوامر الإخلاء” الإسرائيلية الأخيرة في غزة؛ في وقت تواجه فيه الوكالة عوائق عديدة لإيصال المساعدات إلى القطاع.
ويأتي ذلك في ظل مواصلة قوات الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربها على غزة، مخلفة أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة في القطاع المحاصر أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل عدوانها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني الذي يوصف بالكارثي في القطاع.
Fantastic beat I would like to apprentice while you amend your web site how could i subscribe for a blog site The account helped me a acceptable deal I had been a little bit acquainted of this your broadcast offered bright clear concept