أقام “مواطن كافيه” ندوة بعنوان: “بين التنوير وتفكيك ثقافة المجتمعات”.. كيف يساعدنا علم الميمات؟”، مع السياسي والمفكر د. حسام بدراوي، وأدار الندوة الكاتب والباحث سامح عسكر، الفكرة التي يقوم عليها علم الميمات، هي أنه كما يمكننا دراسة التطور البيولوجي الدارويني من خلال علوم الأحياء والجينات الوراثية؛ فيمكننا أيضًا دراسة تطور الفكر عبر دراسة الميمات.
وعرّف “بدراوي” الميمات بأنها وحدات الفكر والمعلومات والسلوكيات التي تشكل أصغر وحدة ثقافية، تمامًا كالجينات التي تعد أصغر وحدة في علم البيولوجيا. وقد قيل إن الأديان تتطور من خلال هذه الميمات التي تصنع ثقافات ضيقة ومحلية، تتنافس مع ميمات وثقافات أخرى. من هذا المنطلق، تُعدً الأفكار عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تتكاثر وتنتشر عبر تطور هذه الميمات في الزمان والمكان.
إن الفكرة الأساسية وراء طرح علم الميمات والقول به هو تبسيط العلوم المعقدة؛ فالتطور البيولوجي والحضاري للكائنات هو حالة عامة طالت كل شيء حتى الأفكار. | @HossamBadrawi pic.twitter.com/jdL3j9cftA
— مواطن (@MuwatinNet) November 8, 2024
وأشار إلى أن المعتقدات الدينية ليست سوى ميمات نكتسبها منذ الصغر، وأن ميمات التعصب تنشأ من الجهل والفكر المطلق، كما أن تطور النفس البشرية يشهد حاليًا تقدمًا إيجابيًا، ومن أبرز مظاهره هو رفض التوحش.
ويعتقد كذلك أن نشر القيم الإنسانية هو السبيل لمقاومة ميمات الشر، وأن فلسفة المنع لا تستطيع إيقاف انتشار الميمات الضارة التي لا تختفي إلا من خلال نشر القيم الإنسانية والتسامح والعقلانية. كما يتطلب نشر ميمات الطاقة السلبية والتشاؤم توازنًا بنشر ميمات الطاقة الإيجابية، والتفاؤل لتعزيز الفكر التقدمي.
"أنت تستطيع أن تستولي على أمة وتغزوها وتحتلها، بدون جيش، وذلك عن طريق جعل الأجيال الجديدة تقتنع أن تاريخهم سيء، وأن حاضرهم مستحيل، وأنه لا يوجد هناك بارقة أمل". | @HossamBadrawi pic.twitter.com/IgjPLV2ckH
— مواطن (@MuwatinNet) November 14, 2024
ويرى أن النظامين التعليمي والإعلامي لا يدركان خطورة ميمات الفكر المطلق، وأن السياسة تلعب دورًا رئيسًا في إحداث التغيير والتطور الثقافي؛ حيث يساهم الحكام بشكل أساسي في تغيير ثقافة شعوبهم. وفي الختام، أكد أن الحضارة لا يصنعها إلا الأحرار، وفي بيئة من الحوار والتدافع بين الأفكار؛ إذ إن تقييد الحريات لا يبني حضارة؛ بل يهدمها.