أقام “مواطن كافيه” ندوة: “الفاشية الديمقراطية.. تناقضات مواقف الغرب بين غزة وأوكرانيا”، مع الكاتب والروائي اليمني، د. مروان الغفوري، وأدار الندوة الكاتب والصحفي محمد سميح.
“الغفوري” هو استشاري قلب وأوعية دموية يمني ألماني، يتمتع بمسيرة متعددة الجوانب تجمع بين الطب، الأدب، والفكر التنويري. حصل على تخصصه في أمراض القلب من جامعة إيسن دويسبورغ في عام 2016. وقبل أن يتعمق في المجال الطبي، عرف الغفوري كشاعر له مجموعتان شعريتان، وروائي أنجز سبع روايات منشورة وأخرى قيد الطبع. إلى جانب ذلك، يكتب الغفوري في الشأن السياسي والديني، مستفيدًا من منصتين يديرهما: منصة “قهوة عالمفرق”، التي تناقش أعمالًا سردية عربية وعالمية، ومؤسسة “ابن سينا”، التي تُعنى بالقضايا الصحية والبحث العلمي. كما أطلق تطبيق “طبيبي” لتقديم استشارات طبية مجانية.
تناولت الندوة مشروعه الفكري ومقالاته المثيرة للجدل، ومنها “الفاشية للمبتدئين: لماذا أبقيتم الإناث على قيد الحياة؟” الذي سلط الضوء على تناقضات الدولة الغربية وسلوكياتها. يركز الغفوري في هذا المقال على رصد تفاصيل دقيقة لشوارع أوروبا، برلماناتها، وصحافتها، ليكشف ما يعتبره معايير مخادعة وصراعًا بين أصوات الشعوب والحكومات.
الضغط على السردية الغربية فيما يخص القضية الفلسطينية جعل الدول الغربية تمارس القمع على حرية الرأي التي تخالف سرديتها. | @malghafory pic.twitter.com/s5jbDBEx5e
— مواطن (@MuwatinNet) January 10, 2025
كما ناقش ثنائية الفاشية والديمقراطية، وطرح تساؤلات حول إمكانية تفسير هذا المصطلح المركب. يرى الغفوري أن الديمقراطية بتعدد أحزابها وتشظي مؤسساتها، قد تنزلق نحو الفاشية. أشار إلى أن “70% من انهيارات الديمقراطية تأتي من الداخل”، وأوضح أن تعدد الأحزاب في الديمقراطية قاد إلى انهيار التجربة في بعض الحالات، كما حدث مع صعود هتلر في ألمانيا.
وأضاف الغفوري أن الحرية داخل الديمقراطية ليست مطلقة؛ بل تمر عبر “فلاتر” تفرضها الملكية والمؤسسات الإعلامية التي تُدار وفق قواعد السوق. يقول الغفوري: “الصحف لا تخبرك بما يدور في العالم؛ بل بما يخدم مصالح أصحابها”. واعتبر أن العمل الإعلامي اليوم أصبح مرهونًا برجال الأعمال الذين يدعمون السلطة؛ ما أفرز مساكنة بغيضة بين السوق والحكم.
لماذا تتناقض مواقف الدول الغربية تجاه أزمتي غزة وأوكرانيا؟ | @malghafory pic.twitter.com/INOvhXdtGo
— مواطن (@MuwatinNet) December 30, 2024
يسعى الغفوري من إلى خلق إطار فكري جديد يتيح تفكيك القضايا الكبرى، مثل القضية الفلسطينية، التي يرى أنها تُحصَر أحيانًا في سرديات باهتة تبرر أفعال الإبادة. كما يدعو إلى إعادة النظر في الإجماع العام وآليات صنعه، مشيرًا إلى أن التغيير السياسي الحقيقي يتطلب أسسًا أخلاقية ترتكز على العدالة والمساواة. وواصل الغفوري طرح رؤى تسعى لفهم أعمق للعالم من حولنا، مؤكدًا أن التنوير الفكري هو المفتاح لمجتمعات أكثر وعيًا وتحررًا.