“الغضب الشديد من أمر ما أضرّ بك، أو شخص معين أقدم على إيذائك، وقد لا تستطيع رد الاعتبار أمام نفسك ليهدأ غضبك، وعندما أشتم أشعر وكأنّني رددتُ على الأذى واستطعتُ استرجاع شيء من حقي”. مما قالته منى (٢٧ عامًا)، طبيبة في أحد المشافي لــ”مواطن”.
في عصر العمل من المنزل وخاصةً بعد جائحة كوفيد، تزايدت الشتائم في مكان العمل؛ إذ أفادت شركة برمجيات المكاتب Sentieo في دراستها أنه من عام 2020 إلى عام 2021، قفزت حالات استخدام الشتائم في نصوص المكالمات الجماعية من 104 إلى 166، واستنتجت من ذلك أن الرسميات التجارية في طريقها إلى الزوال، وكأنه من الصعب على الناس الحفاظ على لغتهم صديقة للمكاتب عندما يجتمعون على الزووم من أرائكهم، ومع شيوع الشتائم في الأماكن العامة، يصبح الفصل بين لغة العمل واللغة الخاصة أصعب من ذي قبل.
لا تكتفي الشتائم بالتأثير في عالم البزنس وبيئات العمل، وتقتحم ميدان السياسة؛ إذ بدأ الساسة في إطلاق الشتائم بلا مبالاة؛ في تحليل أجرته شركة GovPredict، كشف أن الساسة أطلقوا الشتائم على تويتر حوالي 200 مرة في عام 2016، وأكثر من 2500 مرة في 2018.
كما برزت قضية صعود دونالد ترامب، الذي وصفته صحيفة نيويورك تايمز ذات يوم بأنه “رئيس الألفاظ البذيئة”؛ فهو يشتم علنًا وباستمرار، كاسرًا الحدود بين الرسميّ والشخصيّ، وقد نجح في ذلك. فيصرح الكثير من أنصاره أنهم أحبوه لهذا السبب، ويعتبرون شتائم ترامب جزءًا من أصالته، ودليلًا على أنه واحد منهم.
هذا ولم تكن الشتائم الجسدية متداولة في العصور الوسطى، لأنّنا لم نملك كبشر الخصوصية فيما يتصل بأجساد بعضنا بعضًا. وفي زمن غرف النوم المشتركة وعدم وجود حمامات ومراحيض داخل المنزل، كان التغوط والجنس يحدثان بشكل علني إلى حد ما، كما تقول ميليسا مور في كتابها Holy Shit: A Brief History of Swearing.
ومع تزايد الخصوصية لدى بني البشر، بدءًا من القرن الخامس عشر، تزايد المنع بخصوص الكلمات الجسدية والشتائم المتعلقة بها. وفي بدايات القرن التاسع عشر، بدأ الفيكتوريون في وصف السراويل بأنها “أشياء لا يجوز ذكرها”. ورغم أنّ خفوت سطوة الدين في عصر ما بعد التنوير، بقيت كلمة “fuck” وما شابهها صادمةً، يتحفظ عليها المجتمع بشكل عام، لكن الآن، يبدو أنها أصبحت أقل إثارة للاستهجان مما كانت عليه في الماضي.
تُشير الأبحاث النفسية إلى أن الاستخدام المعتدل للغة الصادمة في المزاح، يمكن أن يعزز الروابط من خلال إزالة الرسميات وكسر الحواجز.
تنفّس عن الغضب، وتسكّن الألم
واليوم، يشير فعل الشتم إلى استخدام مصطلحات محددة سلبية الطابع، وغالبًا ما تكون مشحونة عاطفيًا ومحرمة في الثقافة السائدة؛ ما يمنحها القدرة القوية في التسبب بالإساءة.
لكن، تُخرج الدكتورة في علم النفس المعرفي من جامعة السوربون في باريس، ميلانا عروس، في حوارها المطول مع “مواطن”: “الشتائم من تعريفها التقليدي “ليست مجرد ألفاظ خارجة عن الأعراف؛ بل هي جزء من منظومة تعبيرية معقدة تعكس الجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية للفرد. تاريخيًا، كانت الكلمات المرتبطة بالجسد محايدة لافتقار الخصوصية، لكن مع تطور الحميمية في العلاقات البشرية، أصبحت هذه الكلمات محملة بقوة نفسية واجتماعية”.
وفي سياق علم النفس الذي تُدرّسه الدكتورة ميلانا عروس، في جامعة إكس مرسيليا، تفكك الشتائم من وجهة نظر نفسية؛ فتشرح لــ”مواطن”: “تُعتبر الشتائم أحيانًا آلية تكيفية للتنفيس عن المشاعر السلبية مثل الغضب، الإحباط، أو الألم. أظهرت الدراسات أن استخدام الألفاظ القوية يُساهم في تخفيف التوتر العاطفي والضغط النفسي عن طريق تفريغ المشاعر المكبوتة. يمكن تفسير هذه الآلية من خلال تفعيل الجهاز العصبي اللاإرادي؛ حيث يؤدي استخدام الشتائم إلى تحفيز إفراز هرمونات مثل الأدرينالين، ما يمنح الشخص شعورًا بالتحرر والقوة.
وتشير “ميلانا” إلى أنه “من منظور علم النفس البيولوجي، يمكن أن يكون للشتائم تأثير فسيولوجي ملموس؛ إذ أظهرت الدراسات أن استخدام الشتائم أثناء التعرض للألم الجسدي يقلل من حدة الألم المدرك. يعود هذا التأثير إلى النشاط المتزايد في مناطق الدماغ المرتبطة بالمشاعر، مثل اللوزة الدماغية”.
وتأكيدًا على كلام د. ميلانا، أُجريت دراسة طُلب فيها من المشاركين غمر أيديهم في حمام من الثلج مع الصراخ بكلمات بذيئة من اختيارهم أو بكلمات محايدة. ووجد الباحثون أن المشاركين الذين أطلقوا الشتائم تمكنوا من إبقاء أيديهم في حمام الثلج لفترة أطول بنحو 50% من أولئك الذين استخدموا كلمات محايدة.
أبعاد نفسية متعددة في سياقات مختلفة
وينتج عن الشتم تأثيرات لا نلاحظها مع أشكال أخرى من اللغة، أي أنها تمتلك قوة لتوليد مجموعة من النتائج المميزة: الفسيولوجية والإدراكية والعاطفية والتفاعلية، والبلاغية. ورغم معرفتنا بأن قوة الشتائم ليست متأصلة في الكلمات نفسها؛ ما يحيلنا لتساؤل مهم: كيف تكتسب الشتائم قوتها؟
وفي سياق المحاولة للوصول لمقاربة نفسية للشتائم، تشير الدكتورة ميلانا في حوارها مع “مواطن”، إلى امتلاك الشتائم أبعادًا نفسية في السياقات المختلفة، تؤطرها في المحاور التالية:
- الشتم لمواجهة القلق: يُظهر كيف يواجه الأفراد القلق والتوتر عبر خلق حاجز نفسي يعزز شعورهم بالأمان.
- الشتم كمؤشر للثقة بالنفس: الأشخاص الذين يستخدمون الشتائم يرونها أحيانًا كطريقة لإظهار الشجاعة وقوة الشخصية.
- الشتائم كوسيلة للتعبير عن الاستقلالية: خاصة في المراحل المراهقة والشباب، الشتم قد يكون تمردًا ضد السلطة الأبوية والاجتماعية.
- التنشئة والبيئة: تنشئة الأفراد تؤثر بشكل كبير على استخدامهم للشتائم؛ سواء أكان بشكل إيجابي أو سلبي.
ردة فعل على الكبت
يقول سمير (٢٩ عامًا)، موظف حكومي لــ”مواطن”: “أضحت الشتيمة في حياتي ردة فعل على الكبت بحكم تربيتي المنزلية؛ إذ كنا نعاقب على أصغر شتيمة، ولكن بعد أن خرجنا من المنزل في مرحلة المراهقة واختلطنا بالمجتمع، بدأت تلك الكلمات تترسخ في أذهاننا، ثم بدأت أستخدمها لتفريغ طاقتي السلبية كجزء من الروتين اليومي، ولبعث السعادة والثقة بنفسي، وفي مرحلة متقدمة باتت جزءًا من الدفاع الذاتي ضد أي شخص يحاول الانتقاص مني، وبت أستخدمها حين أعطي رأيًا نقديًا حيال فكرة ما؛ إذ يصبح الرأي أكثر قوة”.
وتعقيبًا على التجربة السابقة، تعلق د. ميلانا: “تشير شهادة سمير إلى أن الشتائم أصبحت جزءًا من روتينه لتفريغ الطاقة السلبية، هذا السلوك يعكس إدارة عاطفية غير مباشرة؛ حيث يتم استخدام لغة صادمة للتعبير عن مشاعر يصعب التصريح بها بطرق أخرى”. وتحللها من منظور نفسيّ قائلةً: “يمكن اعتبار الشتائم جزءًا من “النظام الدفاعي” لدى سمير؛ إذ يستخدمها كوسيلة لتحسين ثقته بنفسه وكسر حاجز القلق الاجتماعي”.
الشتائم التحببية وبناء الهوية
يكمل سمير تجربته مع الشتائم لــ”مواطن”: “وقد أصبحت أستخدمها في المزاح “الشتم التحببي”؛ فمن خلال تجاربي مع عدد كبير من الأصدقاء والصديقات، استنتجت أنّ الشتم يعزز العلاقات الاجتماعية؛ إذ يلغي الرسميات والشكليات، وهي إحدى الطرق؛ فمن الممكن أن تشتم الشخص أو تشتم أمامه، لتكسر الحواجز وتتعرف بسرعة على شخصيته، وإن كان من المناسب أن تتخذه صديقًا”.
وعلى الرغم من الطبيعة العدائية الظاهرة للشتائم، تؤكد الدكتورة ميلانا لــ”مواطن” أنها “تُستخدم في بعض السياقات لتقوية العلاقات الاجتماعية؛ خاصة بين الأصدقاء أو الأشخاص الذين تجمعهم علاقات وثيقة. تُشير الأبحاث النفسية إلى أن الاستخدام المعتدل للغة الصادمة في المزاح، يمكن أن يعزز الروابط من خلال إزالة الرسميات وكسر الحواجز”.
وتُسقط ذلك على تجربة سمير: “يتجلى ذلك حين يستخدم سمير “الشتائم” لتعزيز الألفة الاجتماعية. هنا تعمل الشتائم كنوع من الإشارات الاجتماعية التي تعبر عن الثقة والقرب بين الأطراف، ونفسيًا فإن هذا النوع من الشتم يمكن تفسيره كآلية لبناء الهوية الاجتماعية داخل مجموعة معينة”.
التنشئة الأسرية وتأثيرها على استخدام الشتائم
من جهةٍ أخرى، تقول أروى (٣١ عامًا) لــ”مواطن”، وهي كاتبة وأم لطفلتين، إنها لا تفضل التعبير عن غضبها باستخدام الشتائم أو الألفاظ البذيئة، رغم أنّ والدتي وأخي يستخدمان الشتيمة في التفريغ عن غضبهم، لكني لم أتبنها كطريقة في التعامل مع مشاكل الحياة وضعوطاتها”.
ورغم أنّ زوجها يشتم ويتفنن بالشتيمة للتعبير عن غضبه، “حاولتُ عدة مرات في استخدام طريقة الشتم للتنفيس، لكن لم أشعر أنها مفيدة، وأستخدمها أكثر في سياق المزاح مع الأصدقاء المقربين”. وتابعت: “أضف إلى ذلك الأمومة؛ فقد كنتُ حريصة في ألا تعتاد طفلتاي على الشتائم؛ خصوصًا أننا نسكن في بناية طابقية، ويسمعون الجيران يشتمون من حينٍ لآخر”.
وعليه ترى د. ميلانا في تجربة أروى، الدور الحاسم الذي تلعبه التنشئة الأسرية في تشكيل المواقف تجاه الشتائم؛ فتقول في حديثها لــ”مواطن”: “قد تعزز البيئة العائلية أو تقيد استخدام الألفاظ القوية، بناءً على القيم التي يتم ترسيخها أثناء الطفولة، وأروى كمثال تشير إلى رفضها للشتائم بسبب تأثير الأمومة ودورها في تربية أطفالها، وهذا يبرز تأثير القيم المكتسبة من الأسرة والبيئة المحيطة على السلوك”.
ومن وجهة نظر التحليل النفسي، توضح د. ميلانا: “يمكن تفسير موقف أروى كجزء من التكيف الاجتماعي؛ حيث تحاول الحفاظ على صورة مثالية أمام أطفالها، مما يعكس أهمية الدور الاجتماعي للأم”.
كآلية للتمرد الاجتماعي
يذهب سامر (٣٣ عامًا) وهو طبيب، إلى مستوى آخر، من خلال تجربته التي يحكيها لــ”مواطن”: “الشتم بالنسبة لي هو أسلوب حياة، هو تعبير عميق عن الرفض لكل القوالب الجاهزة الاجتماعية والثقافية والدينية وغيرها، عدا فاعلية الشتيمة في التعبير عن القطيعة العميقة مع الأشياء والتأكيد على ذلك؛ فهي تشكل جدار حماية نفسية، طبعًا هذا لا ينطبق على الأشياء التي تقبل الأخذ والرد والنقاش من وجهة نظرنا”.
ويرد سامر على النظرة السلبية والأخلاقية للشتائم: “الشتائم ليست شتائم، أن تطلق النار على طفل أو تتحرش بإنسان أو تقتل نفسًا بغير حق أو تسرق ما ليس لك أو تصفق لأولئك.. هذه هي الشتائم”.
تعتبر الشتيمة وسيلة للتنفيس عن الغضب، كما تُستخدم أحيانًا في كسر الحواجز الاجتماعية وتعزيز العلاقات. هذا ما ظهر في تجربة سمير الذي يرى في الشتم وسيلة للتخفيف من الضغوط وللتعبير عن الذات.
هنا ترى د. ميلانا في تجربة سامر استخدامًا للشتائم “كآلية للتمرد الاجتماعي”، وعليه تشرح “عروس” لــ”مواطن”: “الشتم يُمكن أن يُفسَّر كأداة رمزية للتمرد ضد القوالب الاجتماعية والتقاليد؛ خاصة في البيئات التي تفرض معايير صارمة”.
وأضافت: “يُبرز سامر هذه النقطة بوضوح؛ حيث يرى الشتائم تعبيرًا عن الرفض العميق للقيم والقوالب الجاهزة. هذا النوع من السلوك يمكن فهمه من خلال منظور النظرية النفسية الاجتماعية، والشتائم هنا تعبر عن القوة الشخصية واستقلالية التفكير”.
أما من الناحية النفسية؛ فتؤكد على عمق تجربة سامر مع الشتائم: “يعزز الشتم الشعور بالسيطرة في بيئة يشعر الفرد بأنها قمعية أو غير عادلة”.
التشريح النفسي العميق للشتائم
وقد رأت الباحثة في علم النفس المعرفي، ميلانا عروس، أنّ سامرًا يقدم نموذجًا مثيرًا للاهتمام لاستخدام الشتائم كأداة تعبيرية، ليس فقط على المستوى الشخصي؛ بل أيضًا كآلية نفسية واجتماعية تعكس موقفًا متمردًا من الأنظمة والقوالب التقليدية، وعليه فضلت تحليل تجربته من عدة زوايا نفسية واجتماعية، والتفصيل فيها:
- الشتائم كرمز للتحرر الفكري:
يرى سامر الشتائم كوسيلة للتعبير عن رفضه للأنظمة الاجتماعية والثقافية والدينية. يشير هذا إلى استخدامه لها كرمز للتحرر الفكري. من منظور علم النفس الاجتماعي، الشتائم هنا تعكس الحاجة إلى تأكيد الهوية الفردية؛ خاصة في مواجهة القيم الجماعية التي يعتبرها تقييدية.
وقد يرتبط هذا السلوك بنظرية التمرد النفسي (Psychological Reactance)؛ حيث يشعر الفرد برغبة في استعادة حريته عندما يشعر أنها مهددة أو مقيدة.
- الشتائم لنقل الصراع الداخلي للخارج:
يستخدم سامر الشتائم كـ”جدار حماية نفسية” لمواجهة الواقع أو الأشياء التي يرفضها. هذا النوع من السلوك يمكن تفسيره كآلية دفاعية من النوع الذي أشار إليه فرويد؛ مثل التبرير أو الإسقاط؛ حيث تُستخدم الشتائم كوسيلة لنقل الصراع الداخلي إلى الخارج بطريقة رمزية، والشتائم هنا قد تكون صمام أمان عاطفي يساعده على تنظيم مشاعره وإظهار رفضه بطريقة أكثر وضوحًا.
- الشتم لخلق قطيعة مع الأفكار:
رغم أن الشتائم تُعتبر سلوكًا عدوانيًا في كثير من الأحيان، إلا أن سامرًا قد يستخدمها كطريقة للتأكيد على موقفه تجاه الآخرين، أو حتى لخلق قطيعة واضحة مع الأفكار التي لا يؤمن بها. من منظور علم النفس، الشتيمة هنا تُعزز من قوة رسالته وتجعل مواقفه أكثر وضوحًا.
مواضيع ذات صلة
تناقض مهني، وانفصال داخلي
على الرغم من أن الشتائم لها فوائد في بعض السياقات؛ فإنها قد تكون غير ملائمة في بيئات معينة بسبب التأثير الثقافي والقيم الاجتماعية. يمكن أن تؤدي إلى عزلة اجتماعية أو رفض إذا أسيء استخدامها أو ظهرت في بيئات رسمية.
وتسقط المعالجة النفسية، ميلانا عروس ذلك على حالة سامر، باعتباره طبيبًا؛ فإن استخدامه الشتائم بشكل منتظم قد يبدو متناقضًا مع توقعات المجتمع، من مهنته التي تتطلب التحلي بالهدوء والاحترام.
قد يشير ذلك إلى انفصال نفسي بين دوره المهني كطبيب، ودوره الشخصي كإنسان يرفض القيود، من منظور علم النفس الإنساني، هذا السلوك قد يعكس بحثًا عن التوازن بين الذات المهنية والذات الشخصية.
وكنقد وتحليل أخلاقي واجتماعي للشتائم، تشير د. ميلانا أنّ استخدامها بشكل مستمر، كما يفعل سامر، يمكن أن يعزله عن بيئته الاجتماعية، أو يسبب سوء فهم في مواقف مهنية. وفي الوقت نفسه، قد تُسهم الشتائم في تخفيف الضغط النفسي الناتج عن مهنته الصعبة كطبيب؛ حيث يواجه مواقف ضاغطة باستمرار. وعليه، هناك حاجة لدى سامر لإعادة تقييم البيئة المناسبة لاستخدام الشتائم؛ حيث إن السياق الاجتماعي والثقافي قد يؤثر على تفسير هذه اللغة.
وبإيجاز؛ فإنّ سامرًا يستخدم الشتائم كوسيلة قوية للتعبير عن شخصيته ورفضه للقيود الاجتماعية والثقافية. سلوكه يعكس مزيجًا من الدفاع النفسي، الحاجة للتمرد، والتواصل الرمزي. ومع ذلك، قد يحتاج إلى التفكير في تأثير هذا الأسلوب على حياته المهنية والاجتماعية لضمان أنه لا يسبب عزلة أو صراعات غير ضرورية.
وختامًا، تعتبر الشتيمة وسيلة للتنفيس عن الغضب، كما تُستخدم أحيانًا في كسر الحواجز الاجتماعية وتعزيز العلاقات. هذا ما ظهر في تجربة سمير الذي يرى في الشتم وسيلة للتخفيف من الضغوط وللتعبير عن الذات، بالإضافة إلى التمرد على القوالب الاجتماعية الجاهزة، كما في حالة سامر. بالمقابل، تمثل تجربة أروى نموذجًا لرفض الشتائم كطريقة للتعبير، مما يوضح تنوع التجارب البشرية، ويؤكد على ضرورة أن فهم دوافع استخدام الشتائم، يمكن أن يوفر رؤى مهمة حول شخصية الفرد وطريقة تعامله مع البيئة المحيطة.