خلال أيام الشتاء القارس، يعيش عدد من سكان المناطق الجبلية في السلطنة ظروفا وأوضاعا صعبة تنعدم بسببها أقل احتياجات الحياة . وفي ظل الظروف الجبلية القاسية لهذه المناطق؛ تأتي درجات الحرارة المنخفضة لتشكل حاجزا يفصلهم عن مراكز المحافظات والولايات، ومعوقا لوصول المساعدات الانسانية لهم.
ستة متطوعين قرروا مواجهة البرد القارس لإيصال عملهم الخيري للمناطق الجبلية التابعة لولاية قريات (الجيلة وقران وسال وسلماه)، حيث انضموا لجمعية أصدقاء المسنين وجمعية دار العطاء الخيرية. تقول سعاد الحارثية – احدى المتطوعات- : نحاول في الفريق التعرف على أحوال السكان وطرق عيشهم . لقد حاولنا في مرات كثيرة لفت نظر الجهات المختصة للصعوبات التي يقاسيها هؤلاء المواطنين في أيام البرد القارس، حيث قام متطوعون بزيارة للجبل الأسود وتلمس احتياجات الناس في فترة العيد ومدهم بالإمكانات المتوفرة لدى الجمعية كالمواد الغذائية والملابس.
ويشير المتطوعون إلى أن هناك عدد من المعوقات التي يواجهونا منها المرتبط بضعف ثقافة هؤلاء السكان، وعدم تعاونهم مع الجهات الخيرية نتيجة لتراجع التعليم، وهو ما يشكل حاجزا في معرفة الأرقام الحقيقية التي تريد الجمعيات الخيرية الحصول عليها حول طبيعة الحياة والامكانيات المتوفرة لدى السكان.
وخلال رحلتهم الاخيرة إلى المناطق الجبلية بقريات حصل المتطوعون على دعم من سلاح الجو السلطاني عبر توفير مروحية تمكنهم من الوصول إلى السكان الذين يقطنون في المناطق المنخفضة وسط الجبال، حيث يعتمد هؤلاء السكان على المعونات وأفراد الدعم الصحي؛ لتوفير الأدوية والعلاج المباشر للمرضى في مناطق تخلو من أدنى الخدمات الصحية والتعليمية. وتشير سعاد الحارثية إلى أن بعض المناطق القريبة من الجبال يمكن الوصول إليها عبر سيارات الدفع الرباعي؛ لكن منطقة سلماه البعيدة لا يمكن الوصول إليها بسهولة ؛ إذ أنها مسورة بالجبال والاعتماد الأول والأخير قائم على المروحيات التي تزورها بين فترة وأخرى في الوقت الذي لم يستطع أي من أبناء هذه المنطقة الوصول للمدارس والحصول على فرص التعليم. وتقول: طلب أحد المتطوعين من الدعم الصحي تفرغ أحد المواطنين القاطنين للمنطقة؛ لتسليمه الأدوية واعلامه بطرق استخدامها، فلم يجد سوى شخصا واحدا أشار أنه متعلم ويجيد القراءة دون أن يحدد مستواه التعليمي.
متابعة: خولة الجابري