في تاريخ السادس من يونيو من كل عام لا يزال عدد كبير من العمانيين يتذكرون تلك اللحظات الصعبة التي مرت بها البلاد. حينما امتلأت السماء بالغيوم السوداء، وعصفت الرياح مساحات واسعة، وتعالت الأمواج وهي تجتاح مساحات واسعة من اليابس، في ما عرف بـ إعصار جونو ، والذي اعتبر أقوى إعصار مداري يضرب الشواطئ العمانية منذ عام 1977م، في حين تقول مصادر أنه الأقوى منذ نحو ستين عاما.
بعد تكونه في المحيط الهندي، بلغ إعصار جونو ذروته بوصول سرعة دورانه إلى 260 كلم في الساعة، وفي الثالث من يونيو من عام 2007 صاحب الإعصار ارتفاع شديد في أمواج البحر، حيث بلغ ارتفاعها 12 متر على سواحل مسقط والباطنة والشرقية. حينها أعلنت الحكومة اغلاق عدد من المباني المهمة، واخلاء بعض المناطق من ساكنيها؛ حيث تم إغلاق ميناء الفحل، ومحطة صور، وميناء السلطان قابوس، ومطار مسقط الدولي، كما انقطع البث التلفزيوني الرسمي الذي كان يقدم عدد من البيانات التحذيرية للمواطنين. وأعلنت البلاد حالة الطوارئ لمدة 3 أيام، وطلبت من سكان المناطق القريبة من السواحل مغادرة مناطقهم، وتم تخصيص المدارس لتكون ملاجئ للمتضررين من تبعات الإعصار المدمر. وقد قامت عدد من الدول بإجلاء رعاياها من السلطنة، بينها دول خليجية كدولة الكويت، حسبما تذكر مصادر إعلامية.
تسبب الاعصار في شل الحركة المرورية بالكامل في العاصمة، ومناطق أخرى قريبة، وبقي أغلب السكان محتجزين داخل منازلهم لأيام، بينما انقطع التيار الكهربائي في أغلب مناطق مسقط، وقطعت الشبكة الرئيسية للطرق، حيث تدمرت شوارع وجسور بالكامل، ودمرت الأمطار ممتلكات للدولة وللمواطنين، واكتسحت الفيضانات مناطق واسعة من مسقط.
كانت منطقة القرم الأكثر تضررا؛ حيث شلت الحركة، وباتت المنطقة محاصرة بمياه الأمطار والفيضانات. بعد أيام من الإعصار، أعلنت السلطنة عن وفاة حوالي 32 شخصا، بينما زاد عدد المنكوبين عن 20 ألف شخص. بعد الإعصار، كانت الحكومة على موعد مع متطلبات الاغاثة، وجهود توصيل الماء والمؤونة، لعدد من المتضررين والمنكوبين في مختلف المناطق. وشرعت جهات حكومية واهلية وأفراد متطوعين في بذل مساع انسانية؛ لمساعدة المواطنين المتضررين من الإعصار.
العمانيون غردوا حول #ذكريات_اعصار_جونو
وبعد مرور ثمان سنوات، عاد مستخدمي الشبكات الاجتماعية للتذكير بتلك اللحظات التي حبست أنفاس الكثيرين. وعلى وسم #ذكريات_اعصار_جونو، غرد عدد منهم بمختلف القصص والدروس التي خلفتها ذكرى جونو، بينما اكتفى البعض بالتذكير باللحمة الوطنية التي سادت البلاد، ودفعت المئات للتكاتف من أجل مساعدة المتضررين. وغرد الإعلامي حميد البلوشي: في ذكرى جونو، نترحم على الضحايا، ونستذكر تكاتف وتعاضد مكونات النسيج العماني الواحد في تخطي الحدث الصعب. وغرد يونس البلوشي: انقطعت الكهرباء.. أصيب الكثيرون بطفح جلدي نتيجة الاستحمام في مستنقعات الأودية.. تسابق البعض لتخزين مؤونات.. من عايش الحدث ليس كمن قابع خلف التلفاز .. هناك من الإخوة من يسكنون في كرفانات لأكثر من 7 سنوات.
بينما تداول عدد من المستخدمين صورا ومقاطع فيديو توضح الآثار المدمرة للإعصار، حيث تم قطع الشوارع، وجرفت السيول عدد من المركبات، وتسببت في غرق عدد من المواطنين.
تساؤلات حول جهود السلطنة لضمان عدم تكرار تبعات جونو
وتسائل بعض المستخدمين عن الجهود التي بذلتها السلطنة؛ لتجنب تكرار هذه الأحداث المدمرة، والتي دمرت جزءا غير يسير من البنية التحتية بالبلاد، في الوقت الذي أعلنت وكالات ومراكز بحثية عدة اعتبار السلطنة منطقة للأعاصير، والأنواء المناخية المضطربة.
متابعة: سمية اليعقوبية