التطور السريع الذي تفرضه التكنولوجيا في حياتنا المعاصرة والحديثة أدى الى انتشار واسع لـ الأجهزة الإلكترونية بأنواعها المختلفة بدءا من الهاتف الذكي إلى أجهزة الآيباد والآيبود. ولكن ما تأثير هذه الأجهزة على حياة الأطفال؟ وهل يعتبرعدم تملك الأطفال للأجهزة الإلكترونية في وقتنا الحالي نوعا من الحرمان كما يظن البعض أم حماية لهم؟ ومن المسؤول الرئيس في انتشار هذه الظاهرة؟ وفي حديث لأولياء أمور حول مدى التأثير السلبي للأجهزة الإلكترونية، الذي يشهدونه على المستويات السلوكية والتعليمية والأخلاقية لأطفالهم وخاصة مع وجود العديد من برامج التواصل الاجتماعي، عبر العديد من أولياء الأمور عن انزعاجهم وخوفهم الشديد على مستقبل أبنائهم في ظل هذه التأثيرات السلبية لها، والذي يحثهم على إيجاد خيارات وحلول بديلة تناسب أوضاعهم.
يقول خليفة الراشدي متحدثا عن ابنه البالغ من العمر 13عاما: وقع ضحية تأثير جهاز الـipod منذ أن تملكه في سن الثامنة حتى الآن مما أثر على شخصيته بشكل كبير حيث ظهرت عليه آثار الانطواء يوما بعد يوم عن عالمه الواقعي والعزلة في التجمعات العائلية وعدم الاستجابة الى حديث الآخرين معه. وفي قصة أخرى مشابهة، أضاف ولي أمر آخر تحفظ على ذكر اسمه قائلا: “تراجع المستوى الدراسي لابني منذ أن بدأ باستخدام جهاز الهاتف، حيث اصبح يمكث معظم يومه منشغلا به ولا يبدي أي جانب من الجدية والمسؤولية تجاه دراسته”.
وذكرت سليمة الجابرية، أم لولدين وأربع بنات، عن ابنتها البالغة من العمر 12 عاما: “ابنتي تميل إلى استخدام الجهاز النقال بما فيه من برامج التواصل كالفيسبوك والإنستجرام مما يجعلنا نشعر بالقلق عليها من سوء الاستخدام والاستغلال المتعارف عليه في برامج التواصل الاجتماعي. كما أنها تقضي معظم يومها بعد عودتها من المدرسة منشغلة بالهاتف”. كما حاولت الأم سليمة تصحيح مسار ابنتها باتباع طريقة سحب الهاتف عن ابنتها، لكنها في المقابل وُوجهت بوجهة نظر مغايرة من زوجها حيث اعتبره نوعا من الحرمان يقلل من قيمة ابنته أمام زميلاتها اللاتي يمتلكن هواتف نقالة.
وأضافت منيرة الشبيبية، أم لخمسة أولاد وبنت، أن ابنها بدأ باستخدام الهاتف النقال منذ سن العاشرة ولم تكن مدركة بخطورة امتلاك الهاتف في سن مبكر للطفل، حتى وصل ابنها سن 15 أدركت خطورة الموقف بسبب عزلته المتواصله والتصرفات السيئة تجاه إخوته كالصراخ والعصبية الزائدة وتوتر العلاقة الأخوية بوضوح. حيث بدأ شيئا فشيئا خلال الخمس سنوات الماضية بالتغير التدريجي ليصبح شخصا مدمنا على الهاتف النقال منشغلا معظم وقته ببرامج التواصل كالفيسبوك وتويتر حتى صار يقضي وقته مع جهازه النقال أكثر من قضائه مع عائلته ودراسته. وتضيف منيرة مؤيدة ماذكرته الأم سليمة من حيث التأثير السلبي لبرامج التواصل على تدني المستوى الدراسي للطفل.
وأكد أحمد الدرعي، أب لثلاثة أطفال، على ضرورة فرض ووضع قوانين صارمة من قبل الأهل عامة والآباء والأمهات بصفة خاصة لأي استخدام محتمل من قبل الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي. “بسبب التزايد المستمر في عدد مستخدمي مواقع التواصل في السلطنة من قبل الأطفال، من الضروري أن يوفر القائمون بأمر هذه الشبكات الحماية الكافية لهؤلاء الأطفال وعدم التساهل في دخول الأطفال لها.”
وأوضح أحمد القرني، أب لطفل مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي، إن الأهل هم السبب الرئيس في تعرض الطفل لاضطرابات نفسية ينتج عنها أطفال مصابون بالهوس في استخدام مواقع التواصل بسبب كثرة ترددهم في دخول صفحاتهم على الفيسبوك وتويتر والإنستغرام لمتابعة آخر التحديثات والتعليقات والمشاركات”، بالإضافة الى مراجعة الملفات المرئية لحياة الآخرين المستخدمين لنفس المواقع مما تأخذهم الغيرة لمقارنة حياتهم بحياة الآخرين.
متابعة: بثينة الرواحية