أثارت صورة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في عمان، أظهرت أعداد كبيرة للوافدين أثناء انعقاد ورشة لمعلمي قسم تقنية المعلومات بـ الكلية التقنية بإبراء، حالة من الغضب بين المغردين بسبب توظيف أعداد كبيرة من الوافدين في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة البطالة بين المواطنين، ومطالبة المئات من الخريجين بوظائف دون جدوى.
وعلقت مغردة قائلة: “احتكار الوافدين للوظائف في وحدات وأقسام تقنية المعلومات في الكثير من مؤسساتنا أمر عجيب! للمعنيين: ترا عار إنه بعد ٤٩ سنة نهضة محورها الإنسان العماني ما قدرتوا تهيئوا وتؤهلوا مواطنين في هذا المجال، والعار الأعظم أن تعتمدوا على الوافدين في ظل وجود المواطنين المؤهلين”.
وأكدت مغردة انخفاض عدد المواطنين مقارنة بالوافدين في عدد من المؤسسات قائلة: “أنا في شركة في قسم تقنية المعلومات الهنود عددهم ٢٠ والعمانيين ٨ وهم المدراء والمسؤولين واللي يتحكموا بحضورنا وشغلنا وكل شيء هم جالسين ع الكراسي ويطرشونا حتى لو جاء موظف جديد هندي بيكون مسماه أكبر من العماني حتى لو العماني شهادته أقوى وخبرته أكبر”.
واتفق مغرد معها قائلا: “هذا الواقع للأسف في كل الشركات والقهر يجيك إعلان توظيف في القطاع الخاص وتروح تقدم تحصل في المقابلات الشخصية وافدين وعماني وأحد تحصيل حاصل وتجلس تتوسل لهم عشان تتوظف للأسف يصير المواطن يتوسل الوافد عشان يتوظف ف بلاده قهر والله قهر”. وتابع مغرد: “كل شركات القطاع الخاص أصلا يديرها الوافد وأحيانا تكون مملوكة لوافدين وهنا يتحكم في كل شيء.. أتمنى لْـۆكانت هذه الشركات مملوكة من قبل المواطن”.
وكتب مغرد: “الوضع “ناقوس يدق بالخطر” شو ناوين يقضوا على البطالة في بلاد الهند وشرق آسيا؟! والمواطن شطفه وظيفة مامحصل؟!”. وقالت مغردة: “مع احتكاره وظيفة المواطن، وافتقار خدماته إلى الجودة، يأتي الوافد إلى السلطنة وفي جعبته ثقافة بلده التي يصعب عليه التخلي عنها؛ فمن عاش في بلد لا تكترث للنظافة والنظام أو يعمّها العنف والعنجهية ومبدأ (أنا والطوفان من بعدي) سينقل هذه الثقافة هنا. وأعتقد أننا نشهد آثار ذلك يوميًا!”.
وأضاف مغرد: “الوزارة المعنية بالتعمين تقول ما بيدها شيء في موضوع محاضري كليات التقنية وتقول كذلك الموضوع متوقف لدى وزارة المالية، والمالية تقول ما وصلنا شيء رسمي من القوى العاملة والمسلسل مستمر وما نعرف متى ينتهي”. وتابع مغرد: “ألا تستحي وزارة القوى العاملة من هذا؟ الوزارة التي نعول عليها تعمين الوظائف وهي خارج التغطية في التعمين. حسبي الله و نعم الوكيل من كل ظالم”. وأردف مغرد: “كيف تستحي والمنتفعين يكسبوا الآلاف الريالات شهريا من شركات استقطاب المعلمين من الخارج .. المصالح الشخصية والأموال أولا.. ومصلحة الشعب والمواطن أخيرا”.
يذكر أن الكثير من المواطنين عبروا عن غضبهم من انتشار البطالة في وقت سابق عبر هاشتاق “باحثون عن عمل يستغيثون” والذي تم تدشينه نهاية دييسمبر 2018 بعد دعواتٍ أطلقها عُمانيون يبحثون عن وظائف وتصدر الهاشتاق الترند على توتير أكثر من شهرين.
وذكر تقرير لصندوق النقد الدولي في أغسطس عام 2018 أن عمان هي الأعلى في نسبة البطالة في المنطقة بين الشباب. كما أظهر إحصاء لوزارة القوى العاملة العُمانية وجود ما يقارب الـ60 ألف عُماني يبحثون عن فرصة عمل من دون فائدة، وغالبيتهم من الخريجين الجدد في الجامعات.
وكان مسؤولون في البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي أشاروا إلى إن عمان تسعى إلى توفير 800 ألف فرصة عمل بحلول العام 2040. وردا على ذلك أطلق المغردون هاشتاغ “800 ألف وظيفة في 2040” وسخر أحدهم قائلا “ما اعرف نفرح، ولا نبكي ولا ايش، شي محير فعلا نقدر نقول للباحثين هانت باقي 21 سنة فقط وأموركم طيبة”.
يشار إلى أن عُمان من الدول القليلة التي يقترب عدد العمالة الوافدة فيها من نصف عدد سكانها، وكشفت الساعة السكانية للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات في يونيو 2019، انخفاض عدد الوافدين إلى مليون و997 ألفا و763 نسمة ليشكلوا بذلك 43% من إجمالي عدد السكان، في حين ارتفعت نسبة العمانيين إلى 57% لتصل إلى مليونين و650 ألفا و481 نسمة حتى 9 يونيو 2019.