عاد السلطان قابوس من رحلته العلاجية في بلجيكا التي كان من المقرر لها الاستمرار لشهرين بعد 5 أيام فقط ثم نشرت صحيفة الجارديان البريطانية منذ أيام تقريرًا تذكر فيه أن عهد السلطان قابوس اقترب من نهايته بسبب خطورة حالته الصحية وأن وصيته الموجودة في صلالة نُقلت إلى مسقط نتيجة النزاعات الموجودة في مجلس العائلة المالكة، لم يؤكد أو ينفي أي مسؤول هذا الأمر تاركين الشعب متخبطًا لا يدري إن كان الأمر صحيحًا أم لا.
للسلطان قابوس، وفقًا لمراقبين، إنجازات تجعل بعض العمانيين يحيطونه بهالة من القداسة، رغم حكمه المطلق وتقلده لأكثر من منصب وزاري فضلًا عن السلطنة، ويعتبرونه بمثابة أبًا لهم، لأنه كان سببًا أساسيًا في إنهاء الحرب الأهلية بعمان وتحسين المستوى المعيشي والتعليمي والصحي للمواطنين ونقل عمان من مصاف الدول الفقيرة إلى الدول متوسطة الدخل.
“#كن_قويًا_لأجلنا”، “#قابوس_كن_بخير”، و “#نريد_أن_نطمئن_فقط” جميعها هاشتاجات دخلت قائمة الأعلى تداولًا بتويتر بل ان غالبية الهاشتاجات الأعلى تداولًا في تويتر لا تتحدث سوى عن صحة السلطان قابوس مع الدعاء له وتمني الشفاء، لكن هل يحب العُمانيون السلطان قابوس حقًا؟ أم يخافون ألا يكون خليفته على مستوى التوقعات؟
غزت الهاشتاجات تويتر تلتمس الاطمئنان وتلهج بالدعاء الأمر الذى جعل الكتاب الصحفي السعودي عبد الوهاب الساري يكتب في تغريدة له قائلًا: “لم أسمع سابقاً ب (اليُتم الوطني )حال أهل عمان أشبه بأبناء صغار يبكون حول أبٍ عظيم على فراش المرض! أيُ عدلٍ هذا يا جلالة #السلطان_قابوس حكمت به فأحبك شعبك إلى هذا الحد لم يبقى إلا أن يضع الشعب بأكمله اسمك في خانة الأب في الهوية الشخصية . ربنا أبكهم فرحا”.
أما عن سبب حب العمانيين للسلطان قابوس فأجاب عنه المتخصص في الاقتصاد التجاري، اسحاق الشرياني في تغريدة له، إذ قال: “كيف لا نحب هذا الرجل العظيم #السلطان_قابوس وهكذا كان قبل أن نُولد، يجوب البلاد شبرًا شبرًا صحاريها وجبالها حتى أصبحت عمان في هذا المستوى من التنمية. وُلدنا ووجدنا كل الفرص متاحة أمامنا بعد أن كان أباؤنا يتركون البلاد بحثًا عن لقمة العيش. حفظك الله وحماك وأبقاك ذخرا لهذه الأمة”.
وعبّر أحد المواطنين عن ضيقه بسبب الأخبار المتواترة عن سوء حالة السلطان قائلًا في تغريدة له: “أولادي بالبيت كل ما يشوفوني جالس ساكت وما ابتسم يسألوني موه مالك كذاك كيف #السلطان_قابوس فيه شي !! لا عرفنا نسكت ولا عرفنا نضحك ولا عرفنا نبتسم والغم بعض الحسابات لوعتبنا وكانهم لديهم الاخبار الحصرية !! أرحمونا بارك الله فيكم لا تحملونا ما لا طاقة لنا فيه”.
وقال الباحث في أرشيف عمان المناخي، حارث السيفي في تغريدة له عبر تويتر: “تمرّ الساعات والدقائق ببطئ شديد وكأن شيئًا فينا منزوع، نشعر أن السماء، الأرض وعمان مكتئبة، لا أقولها بلساني ولكن بلسان أؤلائك الذين جانبوا نومهم قلقًا على #السلطان_قابوس، لا بيان، لا خطاب، نفتقد خبر الاطمئنان، عسى خير بإذن الله”.
كما قال المتطوع حسين العامري في تغريدة له: “لأول مرة منذ أن ولدت في هذه الدنيا أرى وجوه كل من أقابلهم حزينة لهذه الدرجة أقسم لكم الدمعة في أعينهم في العمل في المنزل في الشارع الكل حابس لأنفاسه ويررد #السلطان_قابوس كن بخير #قابوس أرجوك كن بخير وكأنه أكسجين الحياة للجميع وهو كذلك .. يالله لا نقدر على اختبار كهذا”.
أصبح كل من يتحدث عن تدهور صحة السلطان قابوس أو النزاعات الدائرة في مجلس العائلة الحاكمة مروّج للشائعات و”القلاقل” رغم أن هناك تقاريرًا عالمية تؤكدها، ويتضح ذلك من قول أحد المواطنين في تغريدة له: “حان دور أقلامنا يا أبناء وطني كثيرون هم المتربصون الذين يستغلون الوضع لنشر الشائعات وإحداث القلاقل التي تمس اللحمة الوطنية الماجدة كونوا سيوفاً مسلطة بمبدأ الخُلق العُماني ولا تلتفتوا وراء الشائعات ولنا مصادرنا الرسمية وكل شيءٍ سيأتي في وقتـه #ايها_المواطنون_الاعزاء #قابوس_بخير“.
كما طالب آخرون السلطان بالخروج لإلقاء كلمة وطمأنتهم إذ قال أحد المغردين في تغريدة له: “#السلطان_قابوس #نريد_ان_نطمئن_فقط طمنا عليك وقول “آيها المواطنون الآعزاء”…بس”.
يعد السلطان قابوس صاحب أطول فترة حكم بين الحكام العرب والثالث في العالم ممن هم على قيد الحياة حاليًا، تولى حكم السلطنة عام 1970 بعد انقلاب ناعم على والده ليكون بذلك السلطان التاسع للسلطنة والحاكم الثاني عشر لأسرة آل بوسعيد، ولأنه ليس له وريثًا من نسله، فمن المتوقع أن يكون أحد أبناء عمومته هو الوريث القادم للعرش إما بالانتخاب داخل مجلس العائلة المالكة أو وفقًا لوصية السلطان قابوس السرية إن لم ينجح المجلس في انتخاب سلطان خلال ثلاثة أيام من وفاته.