عاد السلطان قابوس من رحلته العلاجية الأخيرة، التي كان من المقرر أن تستمر لشهرين، بعد ثلاثة أيام فقط، وكثرت الإشاعات عن وفاته، حتى نشرت صحيفة الجارديان البريطانية أن حالة السلطان متدهورة وأن هناك خلافات داخل مجلس العائلة، وأن وصية السلطان نُقلت من صلالة إلى مسقط، كل ذلك والشعب- وفقًا لنشطاء- خارج المعادلة بالكلية، لم يخرج أي مسئول للحديث عما حل بالسلطان، أو لنفي الإشاعات، رغم تدشين الكثير من الهاشتاجات فقط للاطمئنان على صحة السلطان، إلا في مطلع عام 2020، حين أعلن الديوان السلطاني أن “حالة السلطان مستقرة ويتابع العلاج” وكل ذلك وصفه المؤيدون للحكومة بـ “التريث”.
أعلن الديوان السلطاني، بعدها بأقل من 10 أيام، وفاة السلطان قابوس ثم اتفق مجلس العائلة “بعد ثلاث ساعات فقط” من إعلان الوفاة على اتباع وصية السلطان دون انتظار فترة الثلاث أيام، الأمر الذي دعى مراقبون للتأكيد أن وفاة السلطان كانت قبل الإعلان الرسمي بأربعة أيام على الأقل.
الآن، وبعد أن مرّت 10 أيام على تولي السلطان هيثم بن طارق، لم يحدث أي تغيير على الإطلاق، مما جعل البعض يخمنون أن السلطان عليه أن “يتريث” قبل اتخاذ أي قرارات. والشعب للمرة الثانية لا يُأبه له، رغم أنه يتوق إلى التغيير وإلى وجود إصلاح اقتصادي ضخم يخرج به من المشاكل التي باتت تؤرقه مثل مشكلتي البطالة والتسريح.
دعى البعض السلطان هيثم بن طارق لإجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة كما جاء في تغريدة للباحثة في التخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة، السُهاد البوسعيدي، التي قالت: “نتوقع في الفترة القادمة أن تشهد #عمان زخمًا اقتصاديًا لافت للنظر، يصحح المسار في الملف الاقتصادي وينقذ #عمان من الديون المهلكة، بما يتطلبه ذلك من تغيير الكوادر القائمة على الاقتصاد في الوقت الراهن والتي لم تحقق إنجازًا سوى إغراق السلطنة بديون لا تحتملها”.
ورأى آخرون أن التريث لا قيمة له هنا لأن السلطان الجديد “ليس قادمًا من المريخ” إذ قال الشاعر والمنتج ناصر البدري في تغريدة له: “يزعجني جداً دعاة التريّث وإعادة التقييم في رسم خريطة السياسة الداخلية لعمان! وكأن السلطان #هيثم_بن_طارق قادم من المريخ! ألم يكن جلالته مواطناً عمانياً ووزيرًا قضى 20 عاماً في مجلس الوزراء؟ ألم يتولى رئاسة رؤية عمان 2040؟ وقبل كل ذلك ألسنا دولة مؤسسات؟! إذاً عن أي تريث تتحدثون؟!”.
كل ذلك والشعب، بحسب مراقبون- ما عليه سوى الانتظار لما تجود به الطبقة الحاكمة، ولا يمتلك سوى “الأمل” بمستقبل أفضل، به حل لمشاكله المزمنة.
يُذكر أن السلطان هيثم بن طارق قبل توليه السلطنة، عُيّن عام 2002 وزيرًا للتراث والثقافة، كما عُين رئيساً للجنة الرؤى المستقبلية التي وضعت خطط ومهام سلطنة عمان حتى عام 2040.