مجموعة هاشتاقات تصدرت الوسوم العمانية على موقع تويتر اليومين الماضيين لم تخل من السخرية من وعود الحكومة بإصلاحاتها وما تداوله مؤيدون للسلطة السياسية في عمان من قولهم الخير قادم في ردودٍ على مغردين اشتكوا من ارتفاع معدل البطالة في عمان.
الحراك الإجتماعي الذي أشعل مواقع التواصل في السلطنة جاء على خلفية نشر”The Spectator Index ” ترتيب البطالة في دول العالم العربي، والذي تصدرته عمان في المركز الثالث بنسبة 17.5% تسبقها كلاً من الأردن وفلسطين، الأمر الذي أثار استنكار واستغراب الكثير من العمانيين.
أحمد الحاتمي، مغردٌ عماني، في ردٍ له على تغريدةٍ نشرت صورةً للتصنيف ” معقولة طلعنا أعلى من العراق واليمن” حيث وكانت اليمن قد أتت في المرتبة الرابعة عربياً من حيث ارتفاع معدل البطالة تلتها جمهورية العراق.
عمانيون تساءلوا حول أسباب ارتفاع معدل البطالة في حين أن السلطنة تتمتع بثرواتٍ وإمكانياتٍ ضخمةٍ بالمقارنة مع بعض دول المنطقة، وتعدادٍ سكاني يقدر بـ 4 ملايين ونصف المليون نسمة فقط حسب تعداد العام 2018م، متسائلين حول كيفية إنفاق وإدارة موارد ومقدرات البلاد.
السخرية الممتزجة بحسرات العاطلين ومنتظري التعيين ملأت منصات التواصل الإجتماعي في تعليقات المغردين الساخرة، حيث تقول غالية ، مغردة، في ردها على تغريدة الهاشمي، الذي استنكر رضى الحكومة بهذا التصنيف في فهرس البطالة، ” ينافسون على الأول بعدهم” مشيرةً إلى أن القادم أسوأ بهذا الشأن.
” لا هذا ما يذكروه، يحبون التمديح بس” مغردةٌ عمانيةٌ أخرى ترد ضاحكةً للتعبير الساخر عن تكتيم الإعلام الرسمي لمثل هذه الإحصائيات العالمية والشفافة في حين تستمر في الترويج لبروباغندا الحكومة والسلطة السياسية في المؤشرات الإيجابية.
” جميل جداً، هذا إنجاز تفتخر به الكروش التي لم تشبع” ” دائماً متصدرين المراكز العليا” بعض الردود الساخرة أيضاً من تصنيف عمان وتصدرها قائمة أعلى الدول العربية في البطالة.
مؤيدون للحكومة وفي تغريداتٍ منفصلة علقوا بأن الخير قادم، فيما توالت الردود عليهم بأن هذه هي ذاتها الوعود المقدمة منذ ثمانية أعوام والأرقام في تزايدٍ دون وجود حلولٍ حقيقية.
أخرون مؤيدون غردوا بأن هذه الإحصائيات مسيسة وتمثل مؤامراتٍ دولية على سلطنة عمان، مضيفين بأن الأمن والأمان يكفي للإشادة بالسلطة حتى وإن كانت مقصرةً في حق كوادر وكفاءات البلاد وشبابها، ما جوبه بسخريةٍ واسعة من المغردين، فيما غرد أخر تحت إسم مستعار “سكوفيلد” بقوله ” والله يبي لها مثل 2011″ قاصداً بذلك حركة الإحتجاجات الشبابية في عمان في موجة الربيع العربي، والتي تعاملت معها الحكومة بالقمع وإجراء بعض الإصلاحات الإقتصادية التي من شأنها أن هدأت الأوضاع أنذاك.
الجدير بالذكر أن إحصائية البنك الدولي لمعدلات البطالة في العالم للعام 2019م ذكرت أن 47% من الشباب العمانيين يعانون من البطالة، مخالفةً بذلك الإحصائيات العمانية الرسمية التي تضع أرقاماً تبعد مسافاتٍ شاسعة عن الإحصائيات الدولية، الأمر الذي جعل ناشطين ومراكز دراساتٍ يتهمون السلطة العمانية كما معظم السلطات العربية بتسيس الإحصاءات والتقارير الرسمية وتزويرها لأهداف سياسية تتعلق بدور السلطة السياسية وإدارتها للمال العام ونقل صورةٍ مخالفةٍ للواقع.
الحراك الإجتماعي على وسائل التواصل والذي تناول وسوماً مثل عمانيون غاضبون من البطالة وعمانيون يشكون الإهمال، لم يخل من شكاوى الكثير من العاطلين والمنتظرين للتعيينات منذ أعوامٍ تحاوزت الفترة الزمنية التي قضوها للحصول على مؤهلاتهم الجامعية، فيما يهدد البعض منهم بأن البطالة قنبلةٌ موقوتةٌ ستنفجر قريباً.
أعزائنا القراء ما رأيكم/ن، شاركونا تعليقاتكم/ن