في الشرق الأوسط والعالم العربي، القصص لا تنتهي، فكل يوم تزداد المجتمعات وسلطاتها السياسية والدينية والأبوية ابتكاراً في إتعاس كل رغبةٍ في الحرية والنجاة، وإغلاق كل السبل أمام أي ثغرة نفتحها لمرور النور، لذا دعونا نشارككم مزيداً من قصصنا وقصصكم.
قصص هذا التقرير عن بعض أولئك المتهمين والمتهمات بممارسة حرية التعبير في جمهوريات الموز والقداسة والشيزوفرينيا الاجتماعية الأوسع ظهوراً.
لسانكم حصانكم في الكويت، فأنتم بإمكانكم إهانة النساء، البسطاء، الملونين، غير المسلمين، وبالطبع لا ننسى الوافدين، ولكن إياكم والاقتراب من قداسة السلطات، ففي بلدان الازدراء حريات التعبير تُفصِّلُها مقاييس قداسة السلطة.
في ختام 2020 أقدمت السلطات الكويتية بالقبض على الفاشنيستا الكويتية جمال النجادة بعد انتشار مقطعٍ صوتيٍ لها اتهمت فيه بالإساءة لأعضاء النيابة العامة عقب تحقيقٍ طال فاشنيستات كويتيات بتهم غسيل أموال، معترضةً على أنهم يتركون ناهبي المليارات من أموال الشعب ويلاحقون ناشطاتٍ على وسائل التواصل الإجتماعي.
محكمة جنحٍ كويتية قضت بحبس النجادة عاماً كاملاً مع الأشغال والنفاذ وغرامةٍ قدرها 1000 دينارٍ كويتي، أي ما يعادل 3291 دولاراً أميركياً.
الكثير من الناشطات أبدين قلقهن حول الحادثة، فيما حذرت البعض من أنه يجب عليهن أخذ حذرهن عند الحديث في وسائل التواصل الإجتماعي.
من جهةٍ أخرى، خلقت وسائل التواصل الإجتماعي مع ظهورها مساحةً افتراضيةً واسعة لتفريغ الكبت الشعبي لدى المجتمعات الخليجية والعربية المقموعة الخائفة من واقعها المستبد وتعويضها بواقعٍ مجازي يمارس فيها الناس حرياتهم ويتحدثون فيها عن المحظور ويتعرف بعضهم إلى بعضٍ عبرها، لكن السلطة بالتأكيد لن تدعكم وشأنكم، ستلحق بكم إلى هناك.
الكاتب الكويتي عزيز القناعي يتحدث لـ “مواطن” عن قضية جمال النجادة المحكومة بتهمة الإساءة للنيابة ” هناك حديثٌ واسع في الساحة الكويتية حول قضية الفاشنيستات وقضايا غسيل أموال ومازالت منظورة أمام القضاء، بينما ما نسب إلى جمال هو تسجيل صوتي تم اعتباره اعتداء وتطاول على الداخلية والنيابة العامة، وقيل أنه تسريب وليس اعتراف بشكل رسمي”
مفاد الحديث يعني أيضاً بأن عليكم مراقبة محادثاتكم الخاصة أيضاً، فستحاسبون عليها أيضاً إذا ما مسستم بقداسة السلطة.
الناشطة النسوية والحقوقية ماجدة الحداد تعلق على الحادثة “مصدومة ومتعاطفه من كل قلبي مع جمال النجادة ومع كل صديقاتها ونساء الكويت اللي مش قادرات يفتحوا فمهم ويدافعوا عن عنها.. كل يوم يزداد خوفي من الشرق الأوسط واعتبره منطقة خطرة ومكان يُسلَب فيه الإنسان حريته وكرامته”
يضيف القناعي ” أنا مع حرية الرأي والتعبير ولكن أيضاً علينا أن نعرف أن هنالك قوانين تجرم الإساءة للقضاء أو الجهات الرسمية..”
وموجهاً تحذيره ، يقول عزيز ” أتمنى على الجميع الحذر، خصوصاً مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت جداً خطيرة، وأصبح أمر رفع القضايا والحكم يجري بسرعةٍ لغاية التكسب أو كسب الشهرة وغير ذلك من الأسباب..”
من جهته عبر عزيز القناعي عن قناعته بوجوب صون حرية الرأي والتعبير شاملةً غير مجتزأة مادامت لا تدعو للكراهية أو الإعتداء والعنف والإساءة الشخصية المباشرة.
يقول المفكر السعودي عبد الله القصيمي ” كل الشعوب تلد أجيالاً جديدة، إلا نحن نلد آباءنا وأجدادنا” فنحن عالقون هنالك في الماضي المقدس، لذا سنقدس كل شيءٍ لنستمر في تدوير أنفسنا.
محمد أشرف، شابٌ كوميديٌ مصري يؤدي عروضه الساخرة على المسرح، لكن ما لم يعيه أشرف هو أن هنالك حدودٌ في السخرية، وبالطبع أن تسخر من إذاعة القرآن الكريم لإمتاع الحاضرين وإضحاكهم هو خطٌ أحمر يجب أن لا تتجاوزه.
في نوفمبر 2020، ألقى محمد أشرف بعض النكات على أداء مذيعي إذاعة القرأن الكريم الذين كان يسمعهم في طفولته في عرض ستاند اب كوميدي، مقلداً أصوات مذيعي الإذاعة ومثيراً ضحك الجمهور.
انتشر مقطع مسجل لعرض أشرف على وسائل التواصل الإجتماعي، ليرد الكثير غاضبين منه تحت وسم دعم إذاعة القرأن الكريم، حيث وصف البعض العرض بالمزدر والمسيء.
الهيئة الوطنية للإعلام سارعت بتقديم بلاغ ازدراء بالتزامن مع الحملة في مواقع وسائل التواصل الإجتماعي، ليتم القبض على محمد أشرف وإيداعه السجن لما يقرب من عشرة أيام لتفرج النيابة بعدها عنه أواخر نوفمبر 2020.
ناشطون مصريون آخرون سخروا من التناقض الإجتماعي الذي يعيشه الشعب المصري، حيث نشر الطالب في جامعة الأزهر محمد سميح على صفحته في فيسبوك تعليقه على وسم دعم إذاعة القرآن الكريم قوله “هذا هو نفس المجتمع الذي كان يبحث في اليوم الماضي عن مقطع الراقصة البرازيلية تحت وسم باقي الفيديو فين” مشيراً لظهور راقصةٍ برازيلية تصدر مقطعٌ راقصٌ لها حديث وسائل التواصل الإجتماعي.
اعتذار الستاند اب كوميديان محمد أشرف لمذيعي إذاعة القرآن الكريم
أحد القصص التي غادرتنا في العام 2020 هي القصة المتعلقة بقداسة شيخ الأزهر والحديث عنه وعن المؤسسة الدينية، حيث رفع شيخ الأزهر، أحمد الطيب، قضية على الصحفي المصري محمد أبو العيون الذي كان سبق له وأن نشر مقالاً بعنوان “أستاذ الإمام.. كيف شكل سيد قطب عقلية أحمد الطيب؟”
شيخ الأزهر اتهم ابو العيون بالإساءة للأزهر وقذف شيخه قاصداً، معتبراً مضمون المقال الذي قام بنشره أبو عيون بالمزدري والمسيء تحت تهمة أثارت السخرية على وسائل التواصل الإجتماعي، وهي “إهانة الأزهر وخدش رونقه المعنوي”
تهمة خدش رونق الأزهر المعنوي أُثارت سخريةً واسعة تصدرت وسائل التواصل الإجتماعي مع نظر النيابة العامة في القضية ديسمبر/ كانون الأول 2020.
ناشطون مصريون اعتبروا التهمة مزيداً من تقييد حريات الرأي والتعبير، فيما علق الدكتور خالد منتصر على الحادثة بإيراده مجموعةً للتصريحات المنسوبة لرجال دينٍ على الفضائيات التي تتحدث عن إباحة نكاح الصغيرات والبهائم وإرضاع الكبير، قائلاً “كل ده لم يخدش الرونق”
الروائي المصري نادر حلاوة علق على القضية ساخراً ” خدش الرونق تهمة خطيرة.. لا ليس في القرن الحادي عشر بل في القرن العشرين.. إلى الأمام إلى الأمام زنقه زنقه”
كانت هذه بضع قصصٍ اختتم بها العالم العربي العام 2020 مبشراً بمزيدٍ من الأحداث المشوقة في الأعوام اللاحقة، وللسلامة احذروا أن تكونوا كهؤلاء.
Muwatin Media Network
Beyond Red Lines
United Kingdom – London
Muwatin Media Network
Beyond the Red Lines
United Kingdom – London
Contact us:
Executive Director and Editor-in-Chief:
Mohammed Al Fazari
All rights reserved to Muwatin Media Network ©
شبكة مواطن الإعلامية
ما بعد الخطوط الحمراء
المملكة المتحدة – لندن
للـتواصل معـنا: [email protected]
المدير التنفيذي ورئيس التحرير: د. محمد الفزاري [email protected]
لتصلك نشرتنا الشهرية إلى بريدك الإلكتروني
شبكة مواطن الإعلامية
ما بعد الخطوط الحمراء
المملكة المتحدة – لندن
للـتواصل معـنا: [email protected]
المدير التنفيذي ورئيس التحرير: د. محمد الفزاري [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لشبكة مواطن الإعلامية©