اشتعلت فجأة الأحداث بالبلد العربي الأكثر هدوءًا رغم كل رياح الربيع العربي، احتجاجات شعبية وعمليات اعتقال وتهديدات مبطنة باستخدام حق تقرير المصير والانفصال في ظل تصعيد شعبي وتعنت حكومي.
غضب يخيم على الشعب القطري وحملة شعبية واسعة لمقاطعة أول انتخابات برلمانية رفضاً لشروط الانتخابات وقامت على أثرها مظاهرة احتجاجية على قانون الانتخابات التشريعية الذي قسم المواطنين في قطر إلى (3) درجات:
- قطريون بالأصل يحق لهم الترشح والانتخاب.
- قطريون مجنسون ولدوا في قطر يحق لهم الانتخاب فقط ولا يحق لهم الترشح – بشرط أن يكون “جدهم قطريًّا”.
- قطريون مجنسون لا يحق لهم الترشح والانتخاب.
عقب تلك الاحتجاجات قامت وزارة الداخلية القطرية بالإعلان عن إحالة (7) أشخاص للنيابة العامة بتهمة نشر أخبار غير صحيحة وإثارة النعرات العنصرية والقبلية ورغم عدم كشف وزارة الداخلية عن أسماء المُعتقلين، أفادت مصادر أن المُعتقلين من قبيلة “آل مُرة” التي تم حرمان أبنائها من حق الانتخاب واعتقال بعض منهم بسبب اعتراضهم على ذلك.
وقاد هذا الحشد المحامي هَزاع بن علي المري حيث طالب السُلطات بالإفراج عن المعتقلين خلال يوم واحد فقط، وهو أيضا من قبيلة “آل مرة” المجنسين الذين سُلِب منهم حقهم في الانتخابات، وبعد ذلك قامت قوات أمن قطرية بثياب مدنية باعتقاله! حيث غرد عبر تويتر:
البحث الجنائي عندي في مجلسي الآن،يطلبون ذهابي معهم وسوف أذهب متحصّن بالله أولاً ثم أبناء قبيلتي آل مره والمواطنين ثم الدستور والقانون.
— د.هزّاع بن علي (@DrAbusharida) August 9, 2021
لم تقتصر ملاحقات السُلطة القطرية باعتقال (7) أشخاص فقط بل قامت باعتقال (18) شاب من قبيلة "آل مرة" الذين حاولوا المظاهرات أمام مقر قناة الجزيرة.
بعد قيام القطريين بتنظيم احتجاجات سلمية قاموا أيضا بتدشين وسم #قطر_تنتفض على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفض العنصرية والتمييز القائمة من قبل النظام الحاكم في قطر بالإضافة إلى وسم #آل_مرة_هل_قطر_قبل_الحكومة معترضين على أسلوب القمع والعنصرية معتبرين أن قبيلة آل مرة وجدت في قطر قبل الحكومة!
الهجوم على قناة الجزيرة
وقام الكثير بانتقاد التعتيم والتجاهل الإعلامي في قطر على كل هذه الاحتجاجات والاعتقالات ونالت قناة الجزيرة النصيب الأكبر من الانتقادات.
هاجم الشاعر القطري محمد بن الذيب قناة الجزيرة عبر فيديو على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلًا: "الجزيرة عاهرة مستترة، وإلا حدث مثل هذا لا يتم ذكره ولا يتم التطرق إليه من قريب أو بعيد؟ أين فيصل القاسم، جمال ريان، وأشكالهم؟ أين المرتزقة اللي عندهم ما يتكلمون عنه؟ أين الإعلاميون والصحفيون؟ وأين الشعراء؟".
وبعد تفاعل نشطاء “تويتر” تحت وسم #الجزيرة_عاهرة_مستترة قامت قناة الجزيرة بتناول حدث الانتخابات في قطر بشكل سطحي على حسب آراء النشطاء حيث وصفت قناة الجزيرة كل ما حدث بأنه “جدل حدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي”، ولم تتطرق الجزيرة للمظاهرات والاعتقالات داخل قطر عبر حسابها في” تويتر”، مما أثار غضب الشعب القطري أكثر وزاد هجومهم على قناة الجزيرة والإعلام القطري.
إذ اعتبر بعضهم أنه حين يتعلق الأمر بسياسة قطر الداخلية يعد الأمر من وجهة نظر الإعلامي القطري خلافًا قلبيًّا ومن أنواع السجال والتراشق ولكن حين يتعلق الأمر بالدول العربية الأخرى فتظهر الروح الثورية لدى كل من يعمل بالجزيرة. ومن الخبث أن يطالب إعلاميي قطر بتغليب العقل في قطر وهم أنفسهم من حذّر الشعوب العربية الأخرى من الدعوات تلك في ثوراتهم!
وكان أيضاً من ضمن هذه الآراء أن قناة الجزيرة تقوم على الكذب والتحريض والسبب هو ما إن خرجت مظاهرة من عشرين شخص في شارع صغير داخل قرية عربية خلقت منه أكثر من قصة، لكنها تسمي الاعتقالات وتجمعات آلاف القطريين المحتجين بأنه جدل في مواقع التواصل.
رغم الهجوم الحاد على الإعلام القطري وقناة الجزيرة على الدقة كان هناك بعض المؤيدين الذين وجهوا تحية لقطر حكومة و أميراً وشعباً واثقين في كل ما تنقله لهم قناة الجزيرة من أخبار.
ردود فعل مؤيدي الانتخابات
#شعب_واحد_وولائنا_تميم، عبر تدشين هذا الوسم عبر بعض من القطريين عن استيائهم من الفوضى التي حدثت بسبب الانتخابات مقدمين دعمهم الكامل وثقتهم في الأسرة الحاكمة، وقام أيضا أفراد من الأسرة الحاكمة بتوصيل رسائل للشعب عبر تويتر
فغردت الشيخة مريم آل ثاني قائلة:
معركتك القانونية تكسبها بالقانون!
— مــريــم آل ثــانــي (@ALThani_M) August 9, 2021
والقانون له أبوابه! نحن لسنا في غابة!
وقبل القانون، هناك حق عام يجب ألا تتجاوزه وهو أن تتحدث للعامة بأدب وأن تتحدث مع رأس الدولة وحماة وطنها بأدب!
هذا إن كنت تريد أن تكسب قضيتك وتكسب تأييد شعبي "بذكاء"!
وكتب شقيق أمير قطر خليفة بن حمد آل ثاني عبر حسابه في تويتر:
“الكثير يفهم الحرية تمرد وخروج عن دائرة الأدب، بينما هي مساحة ثقة تعطى للذات."
— خلـــيفة بـــن حمـــد آلــ ثانــــــي (@khm_althani) August 9, 2021
وبحسب ما قاله اللواء خالد محمد الهاجري، فإن النظام في قطر استعان بقوات من تركيا لقمع المتظاهرين:
#عاجل#قطر_تنتفض
— اللواء / خالد محمد الهاجري (@kaledahmaad1) August 13, 2021
قبل قليل :.-
وصول قوات تركية اضافية ليصل عدد القوة التركية المتواجدة في قطر 3600 .
لم تقتصر المظاهرات على قبيلة آل مرة فقط بل انضمت إليهم الهواجر والدواسر وشمر للمبيت في “ساحة الشرفاء” للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
في النهاية يتساءل القطريون عن إمكانية حدوث انتخاباتٍ نزيهةٍ مع قوانين انتخاب تمييزية وعنصرية تحول العملية الانتخابية لمسرحيةٍ أخرى من مسرحيات السلطة حسب آراء المعارضين لها، فهل تشهد قطر ثورة شعبية على غرار ثورات الربيع العربي؟ أم أن النظام القطري قادر على التفاهم مع معارضيه وتهدئة الأوضاع؟ أم أن الأمر برمته مجرد صفحة من سيناريو احتجاجات قادمة أكثر قوة من القائمة الآن؟