في الوقت الذي يتعرض فيه الصحفيون والعاملون في المجتمع المدني للضرر النفسي والإجهاد المستمر لتعرضهم الدائم للأخبار السلبية والمقلقة أغلب الوقت، إلى جانب طبيعة عملهم الضاغط وغير الآمن على الدوام؛ لا يهتم أحد بتسليط الضوء على أوجاعهم ومشاكلهم. لذلك، قررنا -نحن فريق “سلامتك تهمنا”-، وهي حملة أسستها مجموعة من الصحفيين والعاملين بالمجتمع المدني في مصر، أن نجعل من اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام فرصة للحديث عن هذه الفئة، التي لا يهتم بأوجاعها أو قضاياها أحد.
تباينت تجارب مجموعة من الصحفيين والعاملين بالمجتمع المدني في التعامل مع خدمات الصحة النفسية المختلفة في مصر؛ بعضهم يعاني من فاتورة الطبيب المرتفعة في ظل غياب تام للجهات المنوط بها مراقبة الأسعار، مثل وزارة الصحة ونقابة الأطباء، فوقعوا ضحية لجشع بعض ممارسي مهنة الطب النفسي. البعض الآخر تحدى الوصم والضغوط الأسرية التي ترى أن طلب المساعدة النفسية يعني الجنون أو البعد عن الدين، ونجحوا في تخطي أزماتهم النفسية، بينما لجأ البعض للخدمات الحكومية؛ فعانى من الزحام والبيروقراطية، أو عدم كفاءة مقدم الخدمة وقلة خبرته. لكن في كل الأحوال، ومع اختلاف التجارب وفقًا لآراء الأطباء النفسيين والمستفيدين من الخدمة النفسية، كان اللجوء لطلب المساعدة النفسية حلًّا مناسبًا للحد من عواقب الأمور.
يروي “يحيى“، صحفي باسم مستعار، تجربته مع مقدمي الخدمات الصحية النفسية ويقول: “بعد وفاة أمي بمرض السرطان، وملازمتي لها طوال فترة مرضها ووفاتها، وشعوري الدائم أنني لم أكن ابنًا بارًّا بها بسبب طبيعة عملي الصحفي، التي كانت تدفعني للبقاء خارج المنزل لفترات طويلة، أصبتُ بالاكتئاب”.
ويستكمل يحيى حديثه بالقول: “في البداية، نصحني المقربون مني بالصلاة والتعبد وقراءة القرآن، التزمت بحديثهم، لكن النتيجة كانت سيئة للغاية، لأن حالتي النفسية كانت تزداد سوءً، وكان الأمر لا علاقة له بالعبادة وقراءة القرآن، خاصة وأني أفعل ذلك قبل الإصابة وأثناءها. تطور الأمر لتنخفض قدرتي على العمل، وتحولت إلى شخص غير منتج، ثم انقطعت عن الذهاب للعمل، أو حتى الخروج من البيت، وهددتني المؤسسة التي أعمل بها بالفصل”.
في دراسة أجراها مركز علم النفس بأمريكا عام 2021؛ أكدت أن الاكتئاب يتسبب في انخفاض الإنتاجية، وتردي جودة العمل التي يقدمها المريض المصاب به، وهو ما يكلف المؤسسات ما يقرب من 44 مليار دولار في السنة؛ ليس لعلاج المصابين؛ بل في الإنتاجية المفقودة.
ويشير يحيى إلى أن بعض المقربين منه خاصة أشقاؤه، رفضوا ذهابه لمقدم خدمة نفسية، وظلوا يصرون على أن الأمر سببه البعد عن الدين، وأن من يذهبون للأطباء “مجانين”. في المقابل، يدرك يحيى كل ما يدور حوله؛ فاتخذ قرارًا مختلفًا؛ حيث توجه لمقدم خدمة نفسية دون إبلاغ أحد من أصدقائه أو أقاربه، فبدأ العلاج وتعافى بصورة لم يتخيل أن يصل إليها يومًا.
ويقول يحيى: “كان الطبيب متفهمًا للغاية؛ إذ تقبل كل ما تحدثتُ عنه بصدر رحب، فلم يصدر أي حكم علي، ولم يلُمني؛ بل أشعرني بالهدوء والتقبل والاستعداد الدائم لسماعي. استطعت مع الطبيب النفسي أن أبوح بأمور لم أقو طوال حياتي على البوح بها لأي شخص آخر مهما كانت درجة قربه مني”.
ينهي يحيى حديثه بالتأكيد على أن رحلة علاجه استغرقت عامين، شعر بعدها بأنه وُلد من جديد.
من جهة أخرى، ويشهد المجتمع المصري تصريحات وتخبطًا غير علمي لمفهوم العلاج النفسي وطلب المساعدة النفسية، وما يزيد من فداحة الأمر أن هذه التصريحات تأتي من أطباء أو مذيعين حول علاقة الدين بالصعوبات والأمراض النفسية أيضًا، والتي لها مراجع علمية عالمية للتعامل معها وتشخيصها.
آخر هذه التصريحات لطبيب على إحدى القنوات المصرية قال فيه إن المتدين لا يقلق فلا يصاب بالاكتئاب، مؤكدًا أن الشخص المؤمن؛ سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا، أقل عرضة للإصابة بالمرض النفسي، لافتًا إلى أنه لاحظ ذلك عند زوار عيادته الخاصة.
نقابة الأطباء المصرية، ممثلة في الأمين العام للنقابة، الدكتور أحمد حسين، ردت على هذا التصريح بالقول: إن هذا الحديث لطبيب عبر برنامج يذاع على التلفزيون هو “حديث مؤذٍ.
من جهة أخرى، تقول “مروة” ناشطة حقوقية باسم مستعار، وتعمل في مجال مناصرة حقوق المرأة: “إن قرار الذهاب للطبيب النفسي كان صعبًا للغاية، لا سيما أن الأمر يحمل بداخله اعترافًا ضمنيًّا بأن قدراتك الشخصية على المقاومة والتعافي انعدمت. اتخذت القرار بعدما تحولت حياتي لجحيم”.
وأضافت: “وصل بي الأمر إلى إصابتي بهلاوس سمعية وبصرية كانت تطاردني في كل مكان، فنصحني الأصدقاء والأهل بضرورة الذهاب للطبيب وبالفعل ذهبت”.
تقيّم مروة تجربتها مع الطبيب النفسي بأنها كانت تجربة سيئة للغاية، وتعدّد الأسباب: “ارتفاع سعر الجلسات التي كانت تتراوح بين 500 لـ 1000 جنيه ما يعادل من 50 لـ 70 دولار في الجلسة الواحدة، حسب الوقت الذي أحتاج إليه للبقاء مع الطبيب، وهو رقم كبير مقارنة بالراتب الذي أحصل عليه، وغياب دور المؤسسة التي أعمل بها في تحمل نفقات العلاج، رغم أن طبيعة عملي كانت أحد الأسباب الأساسية والتي أدت إلى تعرضي لضغوط نفسية شديدة، ارتبطت بظهور تلك الاضطرابات النفسية”.
وتستكمل مروة سردها للأسباب التي جعلت من تجربتها مع الطبيب النفسي سيئة بالقول: “كانت هناك أوقات احتجت فيها بشدة للحديث مع الطبيب، ولكنه كان يرفض التواصل معي هاتفيًا أو عبر الواتساب، ما تسبب في زيادة تأثير الأزمة النفسية، خاصة أن نوبات الهلع والميول الانتحارية كانت تأتي في أوقات بعيدة عن الجلسات، وما زاد من سوء التجربة إحساسي بالآثار الجانبية للأدوية التي وصفها لي الطبيب، وعدم اعتنائه بحالتي، فشعرت بأنني مجرد مريضة تدفع الأموال ولا يهم الطبيب ما تعانيه”.
وعلى إثر الضغوطات النفسية حاولت مروة الانتحار، تقول: “في إحدى نوبات الهلع والهلاوس، حاولت الانتحار، لكن صديقتي أنقذت الموقف، بعدما قامت بنقلي لمركز السموم على إثر تناول كمية كبيرة من العقاقير التي كانت بالمنزل وقتها، وعندما أبلغت طبيبي وقت الجلسة، لم يكترث لحديثي وأبلغني أن وقتي انتهى، وسألني إذا كنت أرغب في زيادة مدة الجلسة، وعندما أجبته بالإيجاب، طلب مني الدفع مقدمًا والعودة إليه “.
توقفت مروة عن الذهاب للطبيب لفترة طويلة، أصيبت خلالها بانتكاسة شديدة، فما كان من أسرتها إلا اللجوء لمصحة لعلاج الأمراض النفسية، وبالفعل حدث تطور كبير وتعافت، لأن حالتها كانت تتطلب الرعاية المستمرة، وتواجد الطبيب النفسي أو من ينوب عنه في أغلب الأوقات.
ويؤكد المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية ارتفاع نسبة المصابين باضطرابات نفسية في مصر حتى وصلت إلى 14% بين البالغين، أي أكثر من 8 ملايين شخص.
بين تجربة “مروة” و”يحيى“، كان لإيمان -اسم مستعار-، تجربة مختلفة. تقول إيمان: “كنت أعمل في أحد مراكز حقوق الإنسان، وكان العمل جيدًا، ولكن أزمتي كانت مع العاملين بالمركز، فأنا من بيئة محافظة، والكثير من الأفكار التي يتبناها موظفو المؤسسة التي أعمل بها تختلف عن قناعاتي الشخصية، فهم يؤمنون بالحرية المطلقة، وحق النساء في عدم ارتداء الحجاب، وحرية الاعتقاد، والتعامل مع أشخاص لديهم ميول جنسية غير مقبولة بالنسبة لي. وما زاد حدة التوتر قيام قوات الأمن بإلقاء القبض على محاسب المؤسسة، والذي اقتيد إلى السجن، واختفى قسريا لفترة تزيد عن الثلاثة أشهر، ثم ظهر في النيابة، وهو محبوس احتياطيًا حتى الآن. كما أن البعض في بيئة العمل لا يتقبل كوني محجبة وأصلي أحيانا في مكتبي؛ ففي إحدى المرات، هاجمتني زميلة لي في المكتب بعد أن طلبت مني بعض الأوراق، فتركتها لأصلي العصر، فما كان منها إلا الاستهزاء بي وبمعتقداتي. فكرت مرات كثيرة في ترك العمل، إلا أنني كنت في حاجة ملحة له، كما أن راتبي كان جيدًا جدًّا”.
تستكمل إيمان حديثها بالقول: “تزايدت الاضطرابات وسيطر عليّ الخوف، لدرجة أنني بدأت أصاب باضطرابات في النوم وقلق من الملاحقة الأمنية بسبب عملي في المجتمع المدني، والخوف من إلقاء القبض عليّ مثلما حدث مع بعض العاملين في المؤسسة، سواء كان زميلي المحاسب أو بعض المحامين العاملين في المكان، وبدأت رحلتي مع العلاج بالقرآن فترة طويلة، ولكنها لم تكن كافية لعلاج ما أعانيه”.
وعن بداية الرحلة مع العلاج النفسي، تقول إيمان: “نصحني بعض الأقارب بالتوجه لمركز الخدمة النفسية بمستشفى العباسية، وتلقي العلاج النفسي هناك بالمجان، لم تكن التجربة سيئة كما توقعت، حيث كان الأطباء على قدر من التفهم والاهتمام، لكن الأزمة كانت في الزحام الشديد في مركز الخدمة النفسية، حيث قائمة الانتظار الطويلة قد تصل إلى شهرين، قبل أن يتم تحديد موعد جلسة جديدة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية التي كان يكتبها لي الطبيب”.
وبسبب نقص عدد الأطباء مقارنة بأعداد المرضى، أطلقت المنظمة العامة للصحة النفسية في مارس 2022، منصة لتقديم الاستشارات والدعم النفسي عن بعد، وذلك للتغلب على نقص الموارد البشرية التي يعاني منها القطاع النفسي والصحي في مصر.
ورغم وجود تجارب ناجحة في التعامل مع مقدمي الخدمة النفسية، ما زال هناك احتياج كبير إلى العمل على تغيير الوعي المجتمعي والمؤسسي تجاه هذه الخدمة وتجاه طالبيها أيضًا.
وكانت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وهي الجهة المسؤولة عن 18 مستشفى حكوميًّا متخصصًا في الدعم النفسي في مصر، قد أعلنت عن خدمة الدعم النفسي لمرضى الاكتئاب على صفحتها عبر فيسبوك، حيث درّبت 150 أخصائيًا نفسيًّا على تقديم الدعم النفسي للمواطنين عن بعد.
وتعتبر هذه المبادرة واحدة من المبادرات الناجحة والمهمة، ولكنها تفتقد إلى العديد من المعايير لتقديم خدمات الصحة النفسية، ولهذا يوصي الأطباء النفسيون، ومن بينهم الدكتورة ألفت علام، أستاذة الطب النفسي في جامعة عين شمس بـ:
- العلاج النفسي الذي يُبنى على التواصل المباشر مع المريض، وليس عبر الفضاء الافتراضي إلا في حالات الطوارئ، وتسمى (الإسعافات النفسية الأولية)، والتي تعتمد على وجود خط ساخن مباشر لتلقي المساعدة الفورية في الحالات الخطيرة والملحة، لكنه لا يسمى علاجًا نفسيًّا.
- ضرورة متابعة الأخصائيين النفسيين أثناء تقديمهم للمساعدة، بوجود مشرف على أدائهم، والمعروف عالميًّا بـ”الإشراف العلاجي”، ويكون فرديًا أحيانًا، وجماعيًا في أحيان أخرى.
- تعتبر هذه المبادرة حلًّا قصير المدى، لكن لا بد من العمل على حلول طويلة المدى، وذلك بوضع استراتيجية مجتمعية تعنى بوضع الرعاية الصحية ضمن بنود التعاقد مع العاملين في المجال العام.
الوصم المجتمعي لفكرة تلقي العلاج النفسي، وأن من يذهب للمعالج النفسي مجنون أو بعيد عن الدين"، لا زالت منتشرة في المجتمع المصري، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأطباء، وغياب الرقابة من الجهات المنوط بها مراقبة أداء الأطباء النفسيين، وغياب التدريب المتواصل لمقدمي الخدمة النفسية، ولكن رغم هذه الصورة القاتمة، يمكن أن يكون قرار تخطي كل تلك العقبات والتوجه لطبيب نفسي وتحدي الموروثات البالية نقطة البداية الجديدة في حياتنا.
إذا شعرتم بالضغط النفسي بسبب عملكم، أو أنكم غير قادرين على الإنتاج أو الاستمرار في العمل، يمكنكم طلب الدعم من الجهات التالية:
This site has helped me so much in more ways than one, and I am so appreciative of the hard working group managing all of it.
It works and it’s fast, I recommend
A wonderful service which caters to the masses.
Very nice! I like the experience.
This is awesome my veiws went throught the roof thank you IG Take!!!!
Actually really nice, great group of individuals.
This is a great application, thanks to them my channel finally started to live, I recommend
very efficient and was easy process, thank you for the services
Service is helpful in growing followers. Big Ups to the Developers!
Really nice experience I got my followers really fast plus some free likes ! I recommend ! Great service !
Awesome. Very clear. They are an awesome website. Will visit and use again!
I tried many promotion tools across different platforms ,but my experience with IG Take is honestly the best👌
Very great and helpful site! Would recommend to anyone for Followers help.
This service was fantastic! Best purchase yet! I haven’t experienced any dropped followers at all, through the 2 months I’ve had them. Also, the followers are real people, they are not bots. Helped out a lot would definitely recommend for anyone share with your friends and family!!!
I think that is good service, if i receive streams with real people.
Top, really recommend it! i received all the foloowwrs in a matter of minutes and also got some extra one 🙂
The individuals who work for IG Take are very professional.,easy to speak too and very cooperative.
i dunno are they real followers…. probably.. prices are fine. actually pretty fair.
great, excellent service i’ll refer people back here. Definitely I great experience.
Very great and helpful site! Would recommend to anyone for Followers help.
very efficient and was easy process, thank you for the services
Perfekt service – thank you for this ! It is very good , every time again.
I tried many promotion tools across different platforms ,but my experience with IG Take is honestly the best👌
This service was fantastic! Best purchase yet! I haven’t experienced any dropped followers at all, through the 2 months I’ve had them. Also, the followers are real people, they are not bots. Helped out a lot would definitely recommend for anyone share with your friends and family!!!
The service offered is very satisfactory and it is 100% good for everyone
I’ve used this website loads and it works so well! Happy with the results every time and it comes in seconds!
very efficient and was easy process, thank you for the services
This is awesome my veiws went throught the roof thank you IG Take!!!!