أقام مواطن كافيه ندوة حوارية بعنوان: “الإعجاز العلمي والدين.. جدلية العلم والإيمان”، مستضيفًا الكاتب والمفكر د. خالد منتصر، والذي أكد خلال حديثه على أن القرآن كتاب مقدس، ويزخر بالقيم الأخلاقية والتربوية، ولكن من المهم القناعة بأن القرآن ليس كتابًا للعلم التجريبي؛ بل هو كتاب هداية وإرشاد؛ فهو لا يتناول الأمور العلمية بمنهجية علمية بحتة؛ بل يُقدم إشارات مبهمة قد تُفسر بطرق مختلفة.
كما تعاني الثقافة العربية من ظاهرة التفكير بالتمني؛ حيث يغيب عنها التفكير العلمي الرصين. فكثيرًا ما نجد أشخاصًا يُسقطون آراءهم الشخصية على الدين، ويُحاولون تفسيره بما يتوافق مع رغباتهم، دون الاعتماد على أدلة علمية أو براهين منطقية. ويُعدّ هذا الأمر خطيرًا؛ حيث يُساهم في انتشار الأفكار غير الصحيحة والخرافات، ويُعيق تقدم المجتمع العربي. وفقًا لـ “منتصر”.
"كلمة السر في العلم هي القلق، أما في الدين هي الاطمئنان، هذا يشك وذاك يحسم"
— مواطن (@MuwatinNet) June 28, 2024
د. خالد منتصر | @khaledmontaser pic.twitter.com/ZZmy37RI2V
ويُشكل العلم والدين مجالين مختلفين تمامًا، ولكل منهما منهجه الخاص؛ فالعلم يعتمد على الملاحظة والتجربة، بينما يعتمد الدين على الإيمان والوحي. إذن يتميز العلم بالقلق والاكتشافات المستمرة، بينما يتميز الدين بالاطمئنان واليقين الميتافيزيقي. حسبما أشار قبل أن يستطرد بأنه لا ينقص من قيمة القرآن القول بعدم وجود إعجاز علمي فيه؛ بل على العكس؛ فإنّ ذلك يُحافظ على هيبته وصدقه، ويُجنبه التأويلات غير الصحيحة؛ فالإعجاز العلمي ليس صفة جوهرية للقرآن؛ بل هو اجتهاد بشري قد يكون صوابًا أو خطأً.
"القرآن كتاب دين وهداية، وليس مطلوبًا منه أن يكون كتاب كيمياء أو فيزياء"
— مواطن (@MuwatinNet) July 2, 2024
د. خالد منتصر | @khaledmontaser pic.twitter.com/EYvqWWRrTb
كما برزت في هذا السياق د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، كأحد أبرز العلماء الذين ردّوا على الدكتور مصطفى محمود في مسألة الإعجاز العلمي؛ فقد نفت بشكل قاطع انتساب هذا الأمر للدين، وبيّنت أنّه اجتهاد بشري لا أساس له من الصحة، وأكد “منتصر” على أن الخلاف في الرأي ظاهرة صحية في أي مجتمع، ولا يمسُّ ذلك أصول وأساسات الدين؛ فمن الطبيعي أن تختلف الآراء حول بعض المسائل، طالما أنّ هذا الاختلاف ينطلق من البحث عن الحقيقة والوصول إلى المعرفة الصحيحة.