في مايو (أيار) الماضي، سافرت سعاد عبد النبي (60 عامًا) إلى السعودية لتأدية فريضة الحج، مع 5 من أبناء قريتها البعيدة بمحافظة سوهاج جنوب مصر، وبعد أيام من وصولها إلى الأراضي المقدسة فوجئت بأنها لا تملك وجميع من سافروا معها تصاريح رسمية للحج، وأن تأشيراتهم للزيارة فقط، وبعد تنبيهات من السلطات السعودية عاد بعضهم إلى جدة، بينما بقيت الحاجة سعاد في المدينة أملًا في تأدية المشاعر المقدسة، قبل أن توافيها المنية مطلع يونيو (حزيران) الماضي.
يقول نجلها محمد إبراهيم الحكم، لـ مواطن إنهم تعرضوا للنصب من جانب أحد السماسرة، بعد أن تقاضى منهم نحو 120000 جنيه؛ ما يعادل (2500 دولار) مقابل سفر والدته لتأدية الحج، وأقر بأن والدته مريضة الضغط لم تخضع لأي فحوصات طبية قبل سفرها، وأنها ضحية الخداع والسمسرة والتلاعب بأحلام الناس.
الحاجة سعاد هي واحدة من بين 1300 حاج وافتهم المنية هذا العام، غالبيتهم من الحجاج غير النظاميين، بحسب تصريح وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل، الذي أكد وصول عدد الوفيات بين الحاج إلى 1301، بينهم 1080 حاجًا غير نظامي، مشيرًا إلى أن أسبابَ الوفيات كانت تَعَرّضَ الحجاج لضربةِ الشمس إثر مسيرِهم “مسافاتٍ طويلة” تحت أشعة الشمس بلا مأوىً ولا راحة، وبينهم عددٌ من كبارِ السنّ والمصابين بالأمراض المزمِنة.
وسجلت وفيات مصر العدد الأكبر بـ 658 حاجًا على الأقل، بينهم 630 لا يحملون تصاريح للحج، بحسب وكالة فرانس برس، فيما أعلن الأردن ارتفاع عدد وفيات الحجاج من خارج بعثته الرسمية إلى 75، كما أعلنت تونس ارتفاع عدد الوفيات بصفوف الحجاج التونسيين إلى 49، في حين أعلنت دول أخرى وجود وفيات بين حجاجها مثل إيران وباكستان وماليزيا والهند والسودان والعراق والسنغال وإندونيسيا.
تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 83٪ من الوفيات كانت لحجاج غير نظاميين، لم يحصلوا على تصاريح حج رسمية، ولم يخضعوا للفحوصات الطبية واللوائح الوقائية اللازمة، ويواجه هؤلاء الحجاج صعوبات في الحصول على الرعاية الطبية والإقامة المناسبة، كما أنهم قد لا يكونون على دراية بمخاطر الحج وظروفه.
الأسباب؟
تشير التقديرات إلى الارتفاع التاريخي لدرجات الحرارة كأحد أهم الأسباب في زيادة عدد الوفيات بموسم الحج هذا العام؛ حيث سجلت درجات الحرارة 51.8 مئوية في الظل، وكانت وزارة الصحة السعودية الحجاج قد حذرت مع بداية موسم الحج، من مغبة التعرّض للشمس وللحر الشديد، ونصحتهم بتناول كميات كافية من المياه.
في حديثه مع مواطن يقول رئيس مركز السلام واللاعنف الباحث السعودي محمد صفر إن الأعداد كبيرة نسبيًا، ومناقشة القضية أمر هام. ويشير صفر إلى ارتفاع درجات الحرارة داخل المملكة هذا العام تأثرًا بالتغييرات المناخية كما هو الحال في مختلف دول العالم، وينوه إلى أن بعض الحجاج يأتون من مناطق لا ترتفع فيها درجات الحرارة إلى هذا الحد، لذلك يكون هؤلاء أكثر عرضة للتعرض للوفاة في حال تعرضهم لضربات شمس قاسية.
ويضيف صفر، “إن هذا الموسم لم يشهد أي حوادث قد تسببت في ارتفاع الوفيات، سوى ارتفاع درجات الحرارة، وربما شهدت مواسم ماضية بالفعل بعض حوادث تم التعامل معها ومنع تكرارها من جانب الحكومة السعودية”.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المملكة السعودية -رغم عدد الوفيات- أعلنت نجاح خططها الصحية لموسم الحج هذا العام، وقال وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل إن موسم الحج مضى خاليا “من أي تفشيات أو تهديدات على الصحة العامة، على الرغم من الأعداد الكبيرة للحجاج هذا العام، والتحديات المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة”.
السبب الثاني بحسب صفر، يتمثل في حالة التكدس الشديد التي تفرضها حالة المشاعر المقدسة في رحاب الحرم المكي؛ خاصة أن مساحة محدودة في عرفات يتحرك بها نحو 2 مليون أو 2.5 مليون شخص في توقيت متزامن في النهار مع ارتفاع درجات الحرارة.
يكمل حديثه: “لا المكان ولا التوقيت يمكن التحكم فيه، ومع ارتفاع درجات الحرارة والزحام، يصبح الأمر أكثر صعوبة؛ خاصة على أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن”. ويشير إلى أن ارتفاع تكاليف الحج ترتبط بإجراءات السفر من بعض الدول، وليس لها علاقة بأي رسوم تقرها الحكومة السعودية على الحجاج، مؤكدًا أن حكومة بلاده تقدم خدمات الحج للجميع، وغالبيتها بشكل مجاني.
وأكدت دراسة سعودية أجرتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ونشرت في مايو 2024، أن درجات الحرارة في المنطقة ترتفع بمقدار 0.4 درجة مئوية كل عقد خلال الأربعين سنة الماضية. وأضافت الدراسة: “في ظل السيناريو الأكثر تطرفًا، يمكن أن ترتفع درجات الحرارة في شبه الجزيرة العربية بمقدار 5.6 درجة مئوية بحلول نهاية القرن”. وأشارت دراسة أجرتها مجلة “جيوفيزيكال ريسيرتش ليتيرز” عام 2019، إلى أنه بسبب تغير المناخ؛ فإن الإجهاد الحراري للحجاج سيتجاوز “عتبة الخطر الشديد” من عام 2047 إلى 2052، ومن عام 2079 إلى 2086.
سماسرة الموت
تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 83٪ من الوفيات كانت لحجاج غير نظاميين، لم يحصلوا على تصاريح حج رسمية، ولم يخضعوا للفحوصات الطبية واللوائح الوقائية اللازمة. يواجه هؤلاء الحجاج صعوبات في الحصول على الرعاية الطبية والإقامة المناسبة، كما أنهم قد لا يكونون على دراية بمخاطر الحج وظروفه.
قبل أيام من بدء موسم الحج، مطلع يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت المملكة إجلاء مئات آلاف الحجاج غير المسجلين من مكة هذا الشهر، ولكن يبدو أن الكثير منهم استطاعوا رغم ذلك المشاركة في المناسك رغم تحذيرات من ظروف قاسية ستواجههم حال عدم تمكنهم من الوصول للأماكن المجهزة للحجاج النظاميين.
وفي منتصف يونيو (حزيران) وجه الرئيس المصري إلى تشكيل خلية أزمة برئاسة رئيسِ الوزراء مصطفى مدبولي، لمتابعة الوضعِ الخاص بحالاتِ وفاةِ الحجاج المصريين الذين بلغ عددهم 672، وهو أكثرُ مِن نصفِ عددِ الحجّاج المتوفَّيْن حسبَ ما نَقلَته وكالةُ الأنباءِ الفرنسية.
وحدد مدبولي بعد يومين سبب وفيات المصريين بأنه “قيام بعضِ شركاتِ السياحة بتنظيم برامج حج بتأشيرة زيارةٍ شخصية؛ ما يَمنعُ حامليها مِن دخولِ مكة، ويتم التحايل على ذلك بالتهرب داخل دروب صحراوية سيرًا على الأَقدام، مع عدم توفير أماكنَ إقامة لائقة بسائر المشاعر، ما تسبب في إجهاد الحجاج غير المسجلين نتيجةَ ارتفاعِ درجات الحرارة”. وفي سياق ذلك، كلف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بسحب رخص 16 شركة سياحة تحايلت لتسفير الحجاج بصورة غير نظامية، وإحالة مسؤوليها للنيابة العامة”. و يعلق الإعلامي السعودي خالد المجرشي لـمواطن: “إن السبب الأهم في تزايد أعداد الوفيات بموسم الحج هذا العام يتعلق بالحجاج غير النظاميين”.
ويضيف: “رغم شهادة الجميع بنجاح موسم الحج، يرتبط بسوء استخدام التأشيرات التي تسمى تأشيرة الزيارة السياحية أو الشخصية، وغير المسموح بتأدية مناسك الحج من خلالها، لأن المملكة دائمًا ما تضع نصب أعينها خدمة الحجاج، وتجري التجهيزات لذلك وفق عدد الحجاج الرسميين المسجلين لدى الجهات المختصة بتنظيم موسم الحج”.
ويتابع: “سوء استخدام بعض التأشيرات من جانب ضعاف النفوس ممن نسميهم “سماسرة الموت” -ومن بين هذه الدول مصر- نصبوا على الحجاج بحيل وهمية، بأنهم سوف يقدمون لهم برامج خدمية تمكنهم من أداء فريضة الحج، لكن ذلك لم يحدث، وبمجرد وصول الحجاج تم تركهم بمفردهم يواجهون الموت، والمفترض أن السعودية تتعامل مع الحكومات، وتنسق وفق الأعداد الرسمية المسجلة، لكن ما يكون خارج ذلك يعد تحايلاً”.
عدد الحجاج غير النظاميين قد يتراوح بين 50 ألفًا إلى 200 ألف حاج كل عام، أي ما يعادل 10% إلى 40% من إجمالي عدد الحجاج.
ويستدرك مجرشي: “ليس معنى ذلك أن المملكة قد مارست تمييزًا في تقديم الرعاية الصحية للحجاج غير النظاميين، بالعكس من ذلك قدمت الفرق الطبية خدماتها المجانية للجميع، لكن ما حدث هو عدم تحمل بعض أصحاب الأمراض المزمنة، الذين لم يخضعوا للكشف الطبي الشامل في دولهم، وبالتالي هم غير قادرين على تأدية مناسك الحج، وتعرضوا للوفاة”.
كما يستطرد بأن المملكة اعتادت وعلى مدار مواسم الحج السابقة تقديم أفضل الخدمات والرعاية الصحية لضيوف الرحمن دون تمييز، بهدف إكرام الحجاج ورعايتهم وخدمتهم، وترفع الحكومة دائمًا شعار أن “خدمة الحاج هي شرف لكل السعوديين”. ويؤكد أن التصريحات لخاصة بالزيارة أو السياحة تمكن الزائرين من تأدية مناسك العمرة، أو متابعة أي أنشطة تحدث داخل المملكة، لكن لا تسمح لهم بتأدية الحج”.
وأوضح مصدر مصري من داخل غرفة شركات السياحة، تحدث لمواطن، وفضل عدم ذكر اسمه، أن هناك تحقيقات واسعة فيما يتعلق بتأشيرات الحج غير الرسمية، وتم إغلاق نحو 20 شركة سياحية والقبض على عدد من السماسرة بسبب ارتفاع وفيات الحج هذا العام.
وأشار إلى أن الحكومة تجري تنسيقًا مع وزارة الحج السعودية في الوقت الراهن بشكل مستمر لمنع تكرار الأزمة في المستقبل.
وأضاف المصدر أنه مع تسهيل إجراءات دخول السعودية خلال السنوات الماضية، ازداد عدد الحجاج غير النظاميين بشكل كبير، مما أدى إلى ضغوطات على الموارد والخدمات المتاحة، وقد استغل بعض السماسرة هذه الظاهرة لجمع المال من الحجاج غير النظاميين، دون تقديم أي خدمات حقيقية لهم.
وتعمل الحكومة المصرية بحسب المصدر، على مكافحة السماسرة الذين يستغلون الراغبين في أداء فريضة الحج، وتُحذر المواطنين من التعامل معهم، كما توفر بدائل آمنة للحج من خلال شركات حج معتمدة ومرشد سياحي، تُقدم خدمات متكاملة للحجاج بأسعار مناسبة.
تجارب قاسية
رغم عودته إلى مصر سالمًا، يقول الحاج أحمد سعد الدين (65 عامًا) لمواطن إن تجربته كانت قاسية للغاية؛ فبعد سفره مع إحدى الشركات دون الحصول على تصريح لتأدية الحج، وجد نفسه يقيم في إحدى البنايات التي تبعد حوالي 5 كيلومترات عن الحرم المكي، خصصت كاملة للحجاج غير النظاميين.
ويصف سعد الدين الحياة داخل البناية بأنها غير آدمية؛ حيث يقوم حارس (هندي الجنسية) بإغلاقها طوال ساعات النهار والليل، ويكون الخروج بإذن، بينما تهاجم قوات الشرطة البناية بشكل مستمر بحثًا عن الحجاج غير الرسميين، لذلك يتم إغلاقها نهائيًا.
ويضيف: “لم نجد أية وسائل مواصلات تنقلنا للمشاعر المقدسة، وكنا نمشي ساعة وأكثر يوميًا، وفي بعض الأيام لم نتمكن من مغادرة غرفنا خوفًا من ملاحقة الشرطة، وشعرت بالندم كثيرًا لأني لم أشعر بفرحة الحجاج، نتيجة الخوف والإرهاق الشديد الذي تعرضنا له، وأذكر أن 7 حجاج كنت أعرفهم من المسافرين معنا وافتهم المنية بسبب الإجهاد، وتم دفنهم داخل الأراضي السعودية”.
وفي رواية أخرى، تقول جهاد ابنة الحاجة حسنية عبد اللطيف (66 عامًا)، والتي وافتها المنية صباح يوم عرفة، وتم دفنها بالأراضي المقدسة، “لم نكن نعلم أن التأشيرة غير رسمية، حسبنا الله، نحن من محافظة المنوفية ووالدتي كانت مدرسة قبل أن تحال إلى المعاش، وعاشت طيلة حياتها تحلم بزيارة الأراضي المقدسة وتأدية فريضة الحج”.
وتضيف:” في مارس الماضي وجدنا إعلانًا لإحدى شركات السياحة داخل المحافظة على فيس بوك، وكانت الأسعار أقل من بقية الشركات، لذلك تواصلنا معهم وفرحنا بإمكانية تحقيق حلم الوالدة بعد سنوات، وبالفعل جمعنا المبلغ وقررنا مفاجأة والدتي، وتابعنا كل الترتيبات مع الشركة، والمفترض أن كل الأوراق كانت سليمة، لكن تم خداعنا”.
وتتابع:” كنا نتواصل مع أمي بشكل مستمر، وكانت تشكو من سوء الإقامة وعدم توافر المواصلات، وحاولنا التواصل مع الشركة بالفعل ولكن لم يجبنا أحد، وطلبنا من أحد أقاربنا التواصل مع والدتي واستضافتها، لكنه لم يتمكن من الوصول إليها، كان تليفونها مغلقًا، وعلمنا صباح يوم عرفة أنه قد وافتها المنية، ودفنت هناك، وحتى اللحظة لم نتمكن من الوصول للشركة، والمقر الخاص بها مغلق، ربما أغلقته الحكومة، لا نعرف، لكن نحمد الله على حسن الخاتمة لأمي ونفوض أمرنا لله”.
يشهد موسم الحج كل عام ظاهرة مقلقة تُعرف بـ “الحجاج غير النظاميين”، وهم أولئك الذين يسافرون لأداء فريضة الحج دون الحصول على تصاريح حج رسمية من السلطات السعودية. تُشكل هذه الظاهرة تحديًا كبيرًا لسلامة الحجاج، وانتظام سير موسم الحج، وتُلقي عبئًا إضافيًا على كاهل السلطات السعودية. تشير التقديرات إلى أن عدد الحجاج غير النظاميين قد يتراوح بين 50 ألفًا إلى 200 ألف حاج كل عام، أي ما يعادل 10% إلى 40% من إجمالي عدد الحجاج.
كان الحج بلا تصريح مقصورًا على السعوديين والمقيمين في المملكة حتى عام 2019، عندما غيّرت السعودية نظام التأشيرات وسهّلت الدخول إلى أراضيها، أدى ذلك إلى تحوّل ذلك إلى ظاهرة عالمية؛ حيث استفاد منها سماسرة كثر داخل المملكة وخارجها. وازدادت حدة هذه الأزمة مع جائحة كورونا؛ حيث تمّت رقمنة الخدمات المقدمة للحجاج، ممّا سهل على الأجهزة الأمنية السيطرة على تفويج الحجاج، مما أدى إلى انحصار خيار من يحج بلا تصريح في السير على الأقدام للوصول إلى المشاعر المقدسة.
ما الإجراءات لتفادي تكرار الأزمة؟
تمارس السعودية العديد من الجهود لتفادي أسباب الوفيات خلال موسم الحج، ورغم أن درجات الحرارة ترتفع في مكة المكرمة بمعدل 0.4 درجة مئوية لكل عقد، إلا أن حالات ضربات الشمس انخفضت بنسبة 74.6%، مما أدى إلى انخفاض معدل الوفيات تقريبًا إلى النصف.
ومن بين الإجراءات تركيب “مراوح الرذاذ وأعمدة الضباب المائي لتلطيف الهواء في الأماكن المفتوحة، وتوزيع الماء والمظلات وتوفير وسائل نقل مكيفة، وتقديم خدمات طبية مجانية أثناء الحج”، فضلاً عن القيام بطلاء الأسطح الأسفلتية لمسجد نمرة، قرب جبل عرفات، بهدف خفض درجة الحرارة، بحسب مصادر رسمية تحدثت إلى (DW).
ومن جانبها ترى أريان ميديل، باحثة في المناخ من جامعة ولاية أريزونا، للواشنطن بوست، أن “توفير ظلال على طول طرق الحج هو طريقة أكثر فعالية لتبريد الأجواء على الناس”، غير أن الباحثة أشادت بزراعة الأشجار وتوفير المياه والمظلات وتركيب أنظمة الرش، مطالبة بتكثيف مثل هذه الجهود.
مواضيع ذات صلة
وعن جهود بلاده يقول الإعلامي السعودي خالد مجرشي إن المملكة قد حذرت مرارًا من الوقوع في مثل هذه الأخطاء، ولن تسمح بالحج غير النظامي، وقدمت تسهيلات لجميع من يرغب في تأدية الحج بتقديم طلبات رسمية والتنسيق المسبق، مشيرًا إلى أن الحكومة السعودية تدرس تطبيق إجراءات على أعلى مستوى لمنع تكرار مثل هذه الظواهر بالتنسيق مع الجهات المختصة.
يصف مجرشي المشكلة بأنها ليست جديدة، ولكن هذا العام تمكن “سماسرة الموت” من خداع أعداد كبيرة من الناس؛ الأمر الذي أدى لزيادة عدد الوفيات، وفي المجمل، يرى الإعلامي السعودي أن عدد الوفيات ليس كبيرًا، مشددًا على حرص بلاده توفير مناخ آمن للحجاج بشكل مستمر.
من جانبه يقول الباحث السعودي محمد صفر: “إن الحكومة السعودية انتبهت منذ سنوات لمشكلة تغيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة، وبدأت تنفق الكثير لتشجير محيط الحرم المكي ومنطقة عرفات. وهناك مراكز أبحاث مختصة داخل المملكة تخطط لإمكانية تبريد مناطق الحج، فيما تدرس الحكومة تنفيذها”.
وبخصوص التأشيرات غير الرسمية يعلق: “إنها من التحديات الرئيسية التي تواجه المملكة تزامنًا مع موسم الحج، لأن السعودية توفر الخدمات للحجاج النظاميين وفق تنسيق ودراسة مسبقة، لذلك فزيادة الأعداد يمثل أزمة أمام الحكومة ونقصًا في الخدمات المقدمة لهم”.
ويضيف: “مثلًا هناك نظام لترتيب عملية رمي الجمرات، في حال حدوث تكدس ترسل الجهات المعنية إشارة للجهات المختصة بتأجيل خروج بعض الأفواج لجسر الجمرات منعًا للتكدس، ذلك في حال الحجاج النظاميين، المعروفة أعدادهم وتحركاتهم، وبالنسبة للآخرين لا يوجد أي نوع من التنسيق؛ خاصة أن عددهم كبير، وقد تجاوز في بعض التقديرات الـ (3000 إلى 4000 حاج)”.
بحسب خبراء مجلة الإيكونوميست، بذلت السعودية جهودًا كبيرة لحماية الحجاج من نوبات الحر الشديد الناتجة عن التغيرات المناخية داخل الدولة، شملت تلك الجهود إقامة آلاف الخيام المكيفة للاستراحة، وبناء أنفاق طويلة مكيفة على طول طريق الرحلات، إضافة لتزويد أماكن الصلاة والوضوء بمراوح لتسريب البخار والحفاظ على التبريد الدائم.
وعمومًا، تثير التأثيرات المحتملة للتغير المناخي على الحجاج مخاوف جدية لدى المنظمات والهيئات المعنية في العالم، فضلًا عن كون موسم الحج، يمثل أيضًا تحديًا يمكن أن يضاف إلى جملة العوامل المحفزة على تغير المناخ، بسبب زيادة الانبعاثات الحرارية الناجمة عن التكدس والتلوث في بعض الأحيان.
إلى ذلك يستهدف مشروع حديث صادر عن تحالف “أمة من أجل الأرض” إلى تنفيذ دليل أخضر للحجاج والمعتمرين، يسهم من ناحية، في زيادة التوعية بالمخاطر المناخية، وتقديم إرشادات وافية حول التعامل معها، ومن ناحية أخرى يساعد الحجيج على اتباع سلوكيات أكثر حفاظًا على البيئة، وتحقق معايير الاستدامة.
إضافة إلى توفير 4000 سرير للمرضى، و25000 مسعف، وبناء مزيد من المستشفيات داخل مجمع المسجد الحرام في مكة المكرمة، كما تتيح للحجيج السفر بالقطارات المكيفة التي تعمل سبعة أيام في السنة فقط، ويستطيعون السفر بالحافلات إذا لم يكن لديهم ما يكفي من المال.
كما تعمل المملكة على توفير العديد من الخدمات اللوجستية للحجيج أيضًا، من شأنها تقليل تبعات تغير المناخ، منها تشجير منطقة الحرم المكي كاملة ضمن استراتيجية “الغطاء النباتي” التي تشملها رؤية المملكة 2030.
ختامًا، هناك العديد من التحديات تواجه المملكة العربية السعودية لتقديم مواسم حج ناجحة وأكثر أمنًا للزائرين، منها التغيرات المناخية والارتفاعات القياسية لدرجات الحرارة، وأيضًا ظاهرة الحج غير النظامي، فيما تعمل السلطات السعودية جاهدة لمكافحة ظاهرة الحج غير النظامي، وتشمل جهودها التوعية بمخاطر هذه الظاهرة، وتشديد الإجراءات الأمنية، وتعزيز التعاون الدولي.
I do not even know how I ended up here but I thought this post was great I do not know who you are but certainly youre going to a famous blogger if you are not already Cheers
Excellent blog here Also your website loads up very fast What web host are you using Can I get your affiliate link to your host I wish my web site loaded up as quickly as yours lol
Wonderful beat I wish to apprentice while you amend your web site how could i subscribe for a blog web site The account aided me a acceptable deal I had been a little bit acquainted of this your broadcast provided bright clear idea
I have been surfing online more than 3 hours today yet I never found any interesting article like yours It is pretty worth enough for me In my opinion if all web owners and bloggers made good content as you did the web will be much more useful than ever before
Just wish to say your article is as surprising The clearness in your post is just cool and i could assume youre an expert on this subject Fine with your permission allow me to grab your RSS feed to keep updated with forthcoming post Thanks a million and please keep up the enjoyable work
Hello i think that i saw you visited my weblog so i came to Return the favore Im trying to find things to improve my web siteI suppose its ok to use some of your ideas
helloI really like your writing so a lot share we keep up a correspondence extra approximately your post on AOL I need an expert in this house to unravel my problem May be that is you Taking a look ahead to see you
I loved as much as you will receive carried out right here The sketch is tasteful your authored subject matter stylish nonetheless you command get got an edginess over that you wish be delivering the following unwell unquestionably come further formerly again as exactly the same nearly very often inside case you shield this hike
Simply wish to say your article is as amazing The clearness in your post is just nice and i could assume youre an expert on this subject Well with your permission let me to grab your feed to keep updated with forthcoming post Thanks a million and please carry on the gratifying work
Somebody essentially help to make significantly articles Id state This is the first time I frequented your web page and up to now I surprised with the research you made to make this actual post incredible Fantastic job
Fantastic beat I would like to apprentice while you amend your web site how could i subscribe for a blog site The account helped me a acceptable deal I had been a little bit acquainted of this your broadcast offered bright clear concept
Thank you for the good writeup It in fact was a amusement account it Look advanced to far added agreeable from you However how could we communicate
hiI like your writing so much share we be in contact more approximately your article on AOL I need a specialist in this area to resolve my problem Maybe that is you Looking ahead to see you
Excellent blog here Also your website loads up very fast What web host are you using Can I get your affiliate link to your host I wish my web site loaded up as quickly as yours lol