أقام “مواطن كافيه” ندوة بعنوان: “التكفير كأداة قمع حرية الرأي والتعبير”، مع الكاتبة والناشطة النسوية د. إلهام مانع، وأدارت الندوة الصحفية والناشطة الحقوقية هند الإرياني، واستعرضت مانع خلال الندوة، تاريخ وحاضر التكفير في مجتمعاتنا، وكيف تسلط هذه الأداة لقمع الفكر؛ خاصة مع تعرضها للأمر ذاته.
وكان من بين أسباب تفكير مؤسسة الأزهر لإلهام مانع الصلاة في مسجدها الذي تصفه بالإنساني ولا يفصل بين الجنسين وإمامة المرأة للصلاة، وعن ذلك قالت: “لقد توليت الإمامة في عدة أماكن وفي أكثر من دولة، ومن المهم أن ندرك أن هناك مساجد تساوي بين الجنسين موجودة في العديد من الدول. كما أن هناك العديد من الرجال والنساء يديرون هذه المساجد بهدوء ودون ضجيج”.
وأضافت: “شهد تاريخنا الإسلامي العديد من النساء اللاتي حكمن بحكمة وعدل، وكانت الملكة أروى في اليمن واحدة من أبرز الأمثلة. حكمت أروى اليمن لمدة 40 عامًا، وهي فترة تميزت بالازدهار والاستقرار. لم تكن مجرد ملكة سياسية، بل كانت أيضًا شخصية دينية بارزة؛ حيث نالت مكانة “حجة دينية” في الطائفة الإسماعيلية، واعتمدها الخليفة الفاطمي في مصر آنذاك كمصدر موثوق للشؤون الدينية”. وترى “مانع” أن تاريخنا يزخر بنماذج لنساء تولين الحكم والمناصب العليا، لكننا للأسف دفنّا هذا الإرث وأصررنا على تجاهله.
"أنا قمت بالإمامة في أكثر من مكان، وفي أكثر من دولة، ومن المهم أن نعرف هذه المساجد التي تساوي بين الجنسين، موجودة في عدد كبير من الدول، وهناك كثيرون رجالاً ونساءً، يديرون مساجدهم في صمت".
— مواطن (@MuwatinNet) October 31, 2024
•د. إلهام مانع | @ElhamManea pic.twitter.com/ZIyx0GRsth
وأكملت حديثها: “لن نتمكن من كسر القيود التي تكبّل المرأة إلا بتغيير قوانين الشريعة المتعلقة بالأحوال الشخصية؛ فهي قوانين تعامل المرأة كقاصر وتُشرَّع باسم الله، والله منزه عن ذلك. لا أجد أي إشكال في المطالبة بمعاملة تحترم كرامتي كإنسانة مكتملة الأهلية، أتمتع بحقوق متساوية دون انتقاص”.
التفسيرات الدينية المتشددة تنعكس بشكل سلبي على واقع المرأة، لكن السؤال لماذا لازال هناك أهمية لدور الدين من الجانب السياسي؟ | @ElhamManea pic.twitter.com/hcdidIU0Oc
— مواطن (@MuwatinNet) November 4, 2024
ويعد وضع المرأة ككيان تابع ومواطنة من الدرجة الثانية من مسلمات مجتمعاتنا العربية الإسلامية؛ إذ تم تكفير إلهام مانع لمجرد المناداة بالمساواة في القيادة الدينية والسياسية، وهو ما تعرضت للتكفير بسببه، وقالت: “آلمني جدا تكفير الأزهر لمن قاموا بالصلاة في المسجد الإنساني، لأنهم رغم ما مارسه الدواعش من عبودية وقهر وقتل لم يخرجهم الأزهر من الملة، وكفروا الذين صلوا في المسجد الإنساني وقالوا إن الله واحد، ويظهر هذا تحجرًا كبيرًا إلى اليوم في هذا الفكر السائد داخل المؤسسات الدينية الرسمية”.