في هذه القصة، يسلط الصحفي البريطاني فيل ميلر الضوء على معاناة زوجةٍ فرنسية سابقة لأحد ضباط المخابرات العمانية، حسب زعمها، اختطف ابنها قبل أشهر من قبل والده وعاد به إلى عمان. تتحدث الزوجة السابقة، مود كوينولت، عن السلطة العمانية والعائلات النافذة التي عاشت وسطها، والدور البريطاني في إدارة عملية الحكم في عمان.
ترجمة: شيماء محمد
امرأة فرنسية، تدعي أن ابنها اختطفه أحد أفراد عائلة نافذة في عمان، وتتحدث عن نفوذ المملكة المتحدة في الدولة الشرق أوسطية الفاسدة.
آخر مرة تحدثت فيها مود كوينولت هاتفياً إلى ابنها البالغ من العمر خمس سنوات، فهد لويس، قالت أنه كان يبكي ولا يريد البقاء مع والده. قال الطفل الصغير: “أمي، أرجوك تعالي وخذيني”.
مرت أشهر على اختفاء فهد-لويس منذ قيام والده عمر المعمري باختطافه من أوروبا وإعادته للعاصمة العمانية مسقط.
جاءت هذه الخطوة عقب نزاع مرير على حضانة الطفل بين الوالدين في فرنسا. يقول محامي كوينولت أن قاضيًا أصدر أمرًا دوليا بالقبض على الأب، لكن كوينولت تخشى أنها هي التي سيتم احتجازها إذا ما حاولت العودة إلى الدولة الخليجية المستبدة لرؤية ابنها.
قبل عقد من الزمان، تزوجت “مود” لواحدة من أقوى العائلات العمانية، والد زوج كوينولت هو اللواء مالك بن سليمان المعمري، “الساعد الأيمن” للسلطان قابوس، حاكم عمان منذ العام 1970 حتى وفاته في عام 2020.
وفقًا للادعاءات التي قدمتها كوينولت في شكوى إلى الشرطة الفرنسية، كان زوجها يواصل الاعتداء عليها جسديًا.
كليمنس ويت، المحامية التي مثلت في السابق عمر المعمري، قالت لـ “دیکلاسیفاید” أن موكلها السابق لم تتم مقاضاته بتهمة العنف المزعوم. الزوجان الآن منفصلان.
في العام 2011، أُقيل اللواء المعمري من منصبه کمفتشٍ عام للشرطة السلطانية ورئيس لجنة الدفاع الوطنية في البلاد ، وسط احتجاجات الربيع العربي الغاضبة من الفساد. تقول كوينولت لـ دیکلاسیفاید: “أراد الناس قتله حرفيًا “.
قام السلطان بخلعه لإسكات الناس، لكنه احتفظ بكل ثروته، واستمر السلطان في منحه الهدايا مرتين في السنة. سيارة بنتلي على سبيل المثال.
نبهان الحنشي، ناشط حقوقي عماني شارك في احتجاجات 2011، قال إنه شعر بأن السلطان قابوس “تلاعب” بهم، وعلق قائلا: “إن الأقوياء ما زالوا بمنأى عن المساس”.
تزوجت كوينولت، وهي مصممة داخلية عملت في هارودز، من ابن اللواء المعمري العام 2013. تقول كوينولت: “أخبرني أنه يعمل كمهندس كمبيوتر في عمان تل”، وهي شركة هاتف مملوكة للدولة، يديرها أحد أفراد عائلة المعمري.
“في بعض الأحيان كنت أوصله إلى هناك، لكنها كانت كذبة – كانت وظيفة مهندس الحاسوب غطاءً “. تقول كوينولت أن زوجها كان في الواقع يعمل لدى أجهزة الاستخبارات العمانية المخيفة.
تقول كوينولت أنها في البداية لم تكن تعرف أن أهل زوجها لديهم سمعة مثيرة للجدل، لكن الآن “أنا مدركه تمامًا لما هم عليه”، وتزعم: “يمتلكون الملايين والملايين من الأصول في عمان ودبي، وقصرهم [في دبي] خيالي. إنها أموال تأتي من العدم”.
في العام الماضي، كشفت دیکلاسیفاید Declassified كيف اشترى ضابط كبير آخر بالجيش العماني قصرًا بقيمة 16 مليون جنيه استرليني في إنجلترا من قائد فريق تشيلسي لكرة القدم السابق جون تيري. وجاء هذا الكشف وسط موجة جديدة من الاحتجاجات المناهضة الفساد، والتي أخمدها خليفة السلطان، هيثم بن طارق، بالغاز المسيل للدموع الذي قدمته بريطانيا.
على الرغم أنه من غير المؤكد أن المعمريين يمتلكون عقارات في المملكة المتحدة، إلا أن اللواء المعمري على ما يبدو رافق السلطان قابوس في رحلات إلى مواقع فاخرة في إنجلترا. كوينولت أكدت أن بريطانيا تلعب دورًا خاصًا في عمان. وعلقت قائلة: “إن بريطانيا تحكم البلاد بالفعل”.
"حدثني حماي عن النفوذ البريطاني في عمان؛ لأنني كنت مهتمةً بالسياسة؛ اعتدت على الحديث معه كثيرًا. كل الأشخاص في الاستخبارات العمانية مدربون في المملكة المتحدة، وجميعهم يدرسون هناك، وهذا لسبب ما".
أضافت: “بمجرد عودتهم إلى عمان بعد تدريبهم يكونون قد أصبحوا وطنيين ومخلصين للغاية لبريطانيا. في بعض الأحيان يقابلهم المسؤولون البريطانيون أو حتى الملكة في البلاط السلطاني العماني”.
دعا التاج البريطاني سلاح الفرسان السلطاني العماني لتقدیم عروضه في قلعة وندسور مايو الماضي كجزء من احتفالاته باليوبيل البلاتيني، حیث کان ولي عهد النظام، السيد ذو یزن بن هيثم جالسًا على بعد ثلاثة مقاعد منها.
أنشئ جهاز المخابرات العماني على يد بريطانيا، القوة الإمبريالية السابقة، وأداره ضابط إنجليزي معار من (MI6) حتى عام 1993. في الآونة الأخيرة، زعماء المخابرات البريطانية ومساعد سابق للملكة، اللورد كريستوفر غايدت، كانوا ضمن مجلس السلطان الملكي – موجهين مشوراتهم سراً لقابوس حول كيفية إدارة دولته البوليسية. (يشغل غايدت الآن منصب مستشار رئيس الوزراء للأخلاقيات).
مسلطةً الضوء على قدرات المراقبة للنظام العماني، قالت كوينولت: “كنت مراقبةً طوال الوقت في عمان. لقد كان كابوسًا حيًا”، هربت في النهاية مع ابنها العام 2019 بالذهاب إلى فرنسا في عطلة لا عودة منها.
حتى ذلك الحين، لم تكن بعيدة عن متناول زوجها، وتدعي أنه تمكن من احتجازها لــ 48 ساعة، وربما قام بمسح الأدلة من هاتفها عن بعد.
يبدو أن دبلوماسيًا عمانيًا في إسبانيا زود عمر المعمري بوثيقة سفر لإخراج ابنه من أوروبا، بينما كان جواز سفر الطفل محتجزًا لدى محكمة فرنسية.
القمع هو الحالة الطبيعية في عمان، حيث تعد جميع الأحزاب السياسية محظورة في البلاد، ووسائل الإعلام المستقلة مكممة. وفي أحدث مؤشر عالمي لحرية الصحافة نشرته مجموعة حملة “مراسلون بلا حدود” تراجعت عُمان 30 مرتبة، مما جعلها تحتل المرتبة 163 من أصل 180 دولة.
كما قرر محاكمة الصحفي العماني مختار الهنائي في 19 حزيران/يونيو، بتهمة التغريد عن قضية فساد أدين فيها مسؤولون حكوميون بتهمة الاختلاس والتزوير ومنعت وزارة الإعلام العمانية الصحافة العمانية من تغطية هذا الموضوع.
وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت الملفات المالية المسربة من كريدي سويس أن السلطان قابوس خبأ 142 مليون جنيه استرليني في الخارج في حسابات مصرفية سويسرية سرية خلال فترة حكمه.
في عام 2009، قال دبلوماسي أمريكي في برقية نشرتها ويكيليكس أن اقتصاد عمان يدار من قبل “القلة الحاكمة”، والتي تتكون من العائلات التي “تأتي من بدايات متواضعة” والذين “يدينون بثرواتهم جزئيًا للعلاقات مع السلطان”.
طُلب من عمرو المعمري التعليق من خلال محاميه الحالي.. ونحن في الانتظار……
Muwatin Media Network
Beyond Red Lines
United Kingdom – London
Muwatin Media Network
Beyond the Red Lines
United Kingdom – London
Contact us:
Executive Director and Editor-in-Chief:
Mohammed Al Fazari
All rights reserved to Muwatin Media Network ©
شبكة مواطن الإعلامية
ما بعد الخطوط الحمراء
المملكة المتحدة – لندن
للـتواصل معـنا: [email protected]
المدير التنفيذي ورئيس التحرير: د. محمد الفزاري [email protected]
لتصلك نشرتنا الشهرية إلى بريدك الإلكتروني
شبكة مواطن الإعلامية
ما بعد الخطوط الحمراء
المملكة المتحدة – لندن
للـتواصل معـنا: [email protected]
المدير التنفيذي ورئيس التحرير: د. محمد الفزاري [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لشبكة مواطن الإعلامية©