وقد أثبتت الاختبارات نجاحها التي بدأتها الجزائر لاستخراج الغاز الصخري من الصحراء ومن المناطق القريبة من السكان، ولكن الحكومة استسلمت للمتظاهرين وأعلنت أن خطط التكسير الهيدروليكي لن تستمر. ومع ذلك، فقد كانت هناك علامات مبدئية على أن هذه ليست نهاية القصة.
خطط رسمية غير معلنة
يقول براناف جوشي، رئيس فريق الأبحاث في أفريقيا في شركة ريستاد الاستشارية: "لا توجد خطط حكومية رسمية لاستخراج موارد الصخر الزيتي، لكن الحكومة أنشأت نظامًا ضريبيًا منفصلًا للشركات في مجال الغاز غير التقليدي، مما يشير إلى أنه لا يزال هناك بعض الاهتمام".
في عام 2023، أشارت شركة الطاقة الحكومية سوناطراك إلى أنها “ملتزمة” بزيادة الاستثمار في النفط الصخري، بينما أعلنت شركة إكسون موبيل في بداية عام 2024 أنها تجري “محادثات” لاستكشاف فرص جديدة في البلاد.
قام معدو التحقيق بسؤال شركة "إكسون موبيل" عما إذا كانت الخطط المستقبلية في البلاد ستشمل التكسير الهيدروليكي؛ فقال متحدث باسم شركة إكسون موبيل إن الشركة: "لا تعلق على تفاصيل الاستراتيجية التجارية".
من المؤكد أن الناشطين يظلون قلقين للغاية بشأن آفاق التكسير الهيدروليكي. يقول حمزة حموشان، وهو ناشط جزائري مقيم في المملكة المتحدة لمعدي التحقيق: "هناك شعور بأنه عندما قالت الحكومة إنها لن تتابع عملية التكسير الهيدروليكي في العقد الماضي، كان ذلك في الواقع مجرد إسكات للسكان وتوجيه الاهتمام إلى أماكن أخرى".
ويضييف: "ومنذ ذلك الحين، لم تكن هناك معلومات من مصادر رسمية، والصحفيون أو الناشطون الذين يبحثون في الأمر؛ إما في السجن أو خائفون للغاية من النظر إلى أنفسهم. هل كانت الجزائر تخضع للتكسير الهيدروليكي؛ فلا أحد يعرف".
يقول حموشان إن التكسير الهيدروليكي يشكل "مصدر قلق كبير" بسبب المخاوف المتعلقة بإمدادات المياه في المناطق الصحراوية؛ حيث تجري الأنشطة الاستخراجية في الجزائر. ويضيف أن الطلب الأوروبي على مصادر جديدة للغاز الطبيعي هو المحرك الرئيسي للحكومة الجزائرية: "يعتمد النظام الجزائري على استخراج الغاز والعملة الأجنبية التي يتلقاها من الصادرات الأوروبية من أجل وجوده".
وأضاف: «في الوقت نفسه، تخشى الحكومة من أن يلتهم الطلب المحلي على الغاز الكثير من المعروض مع نمو السكان، وبالتالي فإن أي فرصة لزيادة الصادرات تعتبر ذات أهمية بالغة بالنسبة لهم".
باستخدام صور الأقمار الاصطناعية، حصل معدو التحقيق على أدلة على أن الجزائر تقوم بالفعل بالتكسير الهيدروليكي لتعزيز التوسع في الغاز الطبيعي، مع خطط لزيادة القيام بذلك في المستقبل.
وفقًا لنيلز بارتش، رئيس أبحاث النفط والغاز في مؤسسة أورجوالد الألمانية غير الربحية؛ فإن التكسير الهيدروليكي المعروف والذي يحدث في الجزائر ليس في موارد الصخر الزيتي، ولكن بدلًا من ذلك في موارد الغاز "الحبيسة.
تشير موارد الغاز الحبيسة إلى الغاز الطبيعي المحصور داخل التكوينات الصخرية ذي النفاذية المنخفضة للغاية، مما يجعل عملية الاستخراج صعبة. تتطلب هذه الخزانات، عادة من الحجر الرملي أو الحجر الجيري، تكسيرًا هيدروليكيًا كبيرًا لتعزيز النفاذية وتسهيل تدفق الغاز.
تعتبر التكوينات الغازية الضيقة أقدم بكثير من رواسب الغاز التقليدية؛ حيث يعود تاريخها إلى حوالي 248 مليون سنة.
يتضمن الاستخراج الحفر الأفقي أو الاتجاهي للوصول إلى رواسب الغاز، وتُستخدم تقنيات مثل التكسير الهيدروليكي والتحميض لتحفيز الإنتاج عن طريق تفتيت الصخور وتحسين النفاذية، ويمكن حفر آبار متعددة لتحقيق أقصى قدر من استخلاص الغاز من هذه التكوينات الحبيسة.